تقع مدينة بات يام جنوب تل أبيب، وهي تُعد اليوم واحدة من بؤر الفوضى الناتجة عن الضربات الإيرانية التي نُفذت ليلة السبت 14 إلى الأحد 15 جوان 2025. و وفقًا للسلطات الإسرائيلية، أسفرت الهجمات عن مقتل ستة أشخاص و إصابة أكثر من 200 آخرين، بينما لا يزال 35 في عداد المفقودين تحت الأنقاض، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث. رئيس بلدية بات يام، و في تصريح له ظهر هذا الأحد، حذر من احتمال ارتفاع عدد القتلى، بالنظر إلى الحالة الحرجة لعدد من الجرحى و إلى حجم الدمار الذي خلّفته الضربات. عشرات المباني انهارت جزئيًا أو كليًا أفادت خدمات الطوارئ في الميدان بأن عشرات المباني السكنية قد انهارت بشكل جزئي أو كلي نتيجة القصف العنيف. ضربات دقيقة و مدمرة و قد نُفذت الضربة الإيرانية على مرحلتين متتاليتين، بلغ مجموعها 90 صاروخًا باليستيًا مزودًا برؤوس شديدة الانفجار. استهدفت الضربة الأولى عدة مدن وسط إسرائيل ب40 صاروخًا، في حين ركزت الثانية، وكانت الأعنف، على تل أبيب ورحوفوت وبات يام، بإطلاق 50 صاروخًا خلال دقائق قليلة فقط. و أكدت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن بات يام كانت الأكثر تضررًا من حيث شدة الانفجارات. ووصَف السكان المحليون ما جرى بأنه "ليلة من الجحيم". مركز لتحديد هويات الضحايا نظرًا لصعوبة التعرف على الجثث بسبب شدة الانفجارات وانهيار المباني، قررت السلطات إنشاء مركز لتحديد هويات الضحايا في مدينة بات يام، وفق ما كشفته صحيفة "يسرائيل هيوم". و تعكس هذه الخطوة حجم الصدمة التي تعرضت لها المدينة، فضلًا عن القلق الذي يسود فرق الإنقاذ بشأن حصيلة الضحايا التي لا تزال مؤقتة. وأقرّ قياد الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن هذه الليلة كانت من بين الأصعب منذ بداية التصعيد. تصعيد عسكري متبادل تأتي هذه المأساة في سياق حلقة عنف بدأت فجر الجمعة، عندما شنت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" ضد مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، مما أدى إلى سقوط قتلى من العلماء والضباط. وتشير تحليلات عدة إلى أن الولاياتالمتحدة قدّمت دعمًا ضمنيًا للهجوم الإسرائيلي. و ردًا على ذلك، أطلقت طهران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيّرة، معتبرة أن ردّها مشروع على هجوم وصفته بأنه غير مبرر. وأعلنت السلطات الإيرانية أن الصواريخ المستخدمة كانت من النوع التكتيكي، موجهة بدقة وتعمل بالوقود الصلب. خسائر بشرية ومادية جسيمة بالإضافة إلى الضحايا، خلفت الضربات دمارًا واسعًا طال مبانيَ سكنية ومركبات وبُنى تحتية حضرية. ويخيّم شعور عميق بالصدمة على السكان، في وقت تواصل فيه فرق الإنقاذ تمشيط الأنقاض بحثًا عن ناجين. و قد دعت القيادة الإسرائيلية السكان إلى الاستعداد لاحتمال تكرار الهجمات، وسط مخاوف من اتساع رقعة النزاع خلال الأيام المقبلة. و هكذا، تجد بات يام، التي كانت حتى وقت قريب في منأى عن هذه الأزمات، نفسها اليوم تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. وكلما تقدمت عمليات الإنقاذ، ازداد القلق من ارتفاع حصيلة الضحايا. و في الأثناء، لا يزال شبح التصعيد العسكري يُهدد استقرار المنطقة، ويُلقي بظلاله على أمن ملايين المدنيين في سائر أنحاء الإقليم.