لا تزال التوترات بين إيران وإسرائيل على أشدّها. وبينما تتواصل الضربات لليوم الرابع على التوالي، وجّه المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، الأحد، تحذيراً مباشراً إلى الدولة العبرية، مؤكداً أن «الملاجئ تحت الأرض لن تضمن أمن الإسرائيليين». و في تصريح نقلته وسائل إعلام إيرانية، شدّد القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني على أن طهران لا تزال تمارس «ضبط النفس الاستراتيجي»، موضحاً أن «إيران لم تستخدم بعد كامل قوتها الضاربة»، حفاظاً على توازن النظام العالمي. و اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أشعل هذه الحرب لخدمة مصالحه السياسية الشخصية، محذّراً من أنه في حال تفاقم الوضع، ستفعّل إيران خططاً تستهدف بشكل مباشر القادة الإسرائيليين، اعتماداً على «بيانات دقيقة» بحوزة الأجهزة الإيرانية. دفعة صواريخ جديدة على حيفا: 15 جريحاً وأضرار جسيمة و بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أطلقت إيران نحو 30 صاروخاً في الدفعة الأخيرة، استهدفت بالأساس مدينة حيفا ومحيطها. ووفق آخر حصيلة صادرة عن أجهزة الإسعاف الإسرائيلية، فقد أسفرت الضربات عن إصابة 15 شخصاً. كما تضررت سبعة مبانٍ سكنية، واحترقت عدة سيارات جراء سقوط صاروخ مباشرة في حي مكتظّ بالسكان. و تواصل فرق الطوارئ العمل في عين المكان، فيما دعت السلطات الإسرائيلية السكان إلى البقاء داخل الملاجئ. ولم توضح القوات المسلحة عدد الصواريخ التي تم اعتراضها، كما لم تحدد ما إذا كانت صواريخ باليستية أم قذائف قصيرة المدى. طهران تهدّد بردود «أكثر إيلاماً» و بنبرة أكثر تصعيداً من الأيام السابقة، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن «إيران لم تبدأ هذه الحرب، لكنها ردّت عليها بحزم»، مشدّداً على أن تواصل الهجمات الإسرائيلية سيقابل ب«ردود ستكون أكثر إيلاماً بكثير» للمعتدين. كما اتّهم رئيس الجمهورية إسرائيل بشنّ حملة عدوانية متواصلة، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية تتحرك في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس، وأنه لن تكون هناك أي بقعة آمنة داخل الأراضي الإسرائيلية إذا استمرّ التصعيد. حرب عالية الكثافة فرضت على إيران و في سلسلة من التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين خلال الساعات الأخيرة، يتكرّر تأكيد موقف واحد: إيران لم تكن البادئة بالحرب، وإنما اضطرت للدخول فيها عقب العملية العسكرية الإسرائيلية «الأسد الصاعد» التي استهدفت عدّة مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، يوم الجمعة، بدعم ضمني من الولاياتالمتحدة. و منذ ذلك الحين، تمّ تبادل أكثر من 150 صاروخاً بين الطرفين، طالت تل أبيب وبات يام ورحوفوت وحيفا وعدة مناطق إيرانية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. شبح تصعيد إقليمي و مع تزايد التهديدات من الجانبين، تبدو احتمالات التهدئة بعيدة المنال. فاستراتيجية الردع التي تحدّث عنها القادة الإيرانيون لم تعد تقتصر على استهداف البنية التحتية، بل باتت تشمل سيناريوهات هجومية دقيقة تطال شخصيات سياسية وعسكرية. و في حال استمرّت الضربات الإسرائيلية، تُعلن إيران سلفاً أنها ستصعّد من ردّها، موجّهة رسالة واضحة إلى الشعب الإسرائيلي: «لن يكون هناك مكان آمن».