أعلنت تونس رسميًا ترشيح صبري البشطبجي لمنصب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للفترة 2026-2030. جاء هذا الإعلان يوم الثلاثاء 18 جوان، على لسان وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، وذلك خلال افتتاح أشغال الاجتماع الإقليمي الثالث والعشرين للسلطات الوطنية المعنية بحظر الأسلحة الكيميائية، المنعقد إلى غاية 19 جوان بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس. و أكد النفطي، في كلمته الافتتاحية، رغبة تونس في الاضطلاع بدور متزايد في الحوكمة الاستراتيجية العالمية، من خلال وضع خبرتها ورؤيتها والتزامها في خدمة المنظمة، دعمًا للسلم والأمن والقانون الدولي. كما جدّد التأكيد على الدعم الثابت الذي تقدّمه تونس لكل المبادرات الدولية الهادفة إلى القضاء على الأسلحة الكيميائية وتعزيز المنظومات القانونية ذات الصلة. و تضم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تأسست بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية و دخلت حيز التنفيذ يوم 29 أفريل 1997، 193 دولة عضوًا. و تتولى المنظمة الإشراف على عملية التخلّص من هذه الأسلحة بشكل يمكن التحقق منه في جميع أنحاء العالم. و قد نالت جائزة نوبل للسلام سنة 2013، لكنها تواجه اليوم تحديات جديدة، من بينها ضرورة تكييف التشريعات الوطنية، ورصد التهديدات الناشئة، وتعزيز التعاون الإقليمي. و أشار الوزير التونسي إلى انخراط تونس في أعمال المنظمة منذ نشأتها، مذكّرًا بأن بلاده شغلت مقعدًا في المجلس التنفيذي للمنظمة بين 1997 و2011، قبل أن تنسحب طوعًا دعمًا لمبدأ التداول العادل. كما عبّر عن عزم تونس على مواصلة تطوير إطارها التشريعي الوطني، والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات السنوية للمنظمة. من هو صبري البشطبجي ؟ يأتي ترشيح صبري البشطبجي في هذا السياق الديناميكي. و هو دبلوماسي محترف يشغل منذ ماي 2020 منصب وزير مفوض فوق العادة والممثل الدائم لتونس لدى الأممالمتحدة في جنيف. كما تولّى سابقًا منصب القنصل العام لتونس في ليون بين 2010 و2011، ثم سفيرًا لتونس في البرازيل ابتداءً من سنة 2013. و يمثل مساره الدبلوماسي المتميّز و معرفته الدقيقة بقضايا العمل متعدد الأطراف، إضافة استراتيجية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، خاصة في ظل عودة التوترات الجيوسياسية و مخاطر الانتشار. و يهدف الاجتماع الإقليمي، الذي تحتضنه تونس هذا الأسبوع، إلى تقييم مدى التقدّم في تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية و تعزيز تبادل الخبرات، وتشجيع الاستخدام السلمي للعلوم الكيميائية، بمشاركة ممثلين أفارقة و خبراء من المنظمة وممثلين عن المجتمع المدني. و يمثل ترشيح البشطبجي تأكيدًا على طموح تونس في التأثير في الملفات الكبرى المتعلقة بالأمن الدولي، وتعزيز حضورها ضمن المؤسسات متعددة الأطراف. كما يندرج هذا التوجه ضمن استراتيجية أوسع للدبلوماسية الاستباقية التي تنتهجها تونس، والرامية إلى إبراز الكفاءات الوطنية على الساحة العالمية.