دخل الصراع بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة وخطيرة ليلة 17 إلى 18 جوان 2025، بعد أن أطلقت طهران رشقتين متتاليتين من الصواريخ الباليستية. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية العامة، فقد أطلقت إيران 30 صاروخًا على فترتين تفصل بينهما نحو 20 دقيقة، استهدفت مناطق في تل أبيب، ومنطقة هشارون، وشمال البلاد. وقد سُجلت انفجارات عنيفة أدت إلى اندلاع حرائق كبيرة، خصوصًا في نحو عشرين سيارة. وفرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرًا تامًا على نشر الصور ومقاطع الفيديو، مع توقيف الصحفيين الذين يخالفون القرار. وتم ترحيل صحفي أميركي إثر نشره مقطعًا مصورًا يُظهر الصواريخ وهي تسقط على تل أبيب. الصاروخ الفرط صوتي "فتّاح 1": اختراق تقني إيراني أكد الحرس الثوري الإيراني استخدامه للمرة الأولى الصاروخ الباليستي الفرط صوتي "فتّاح 1″، ضمن الرشقة الحادية عشرة من عملية "الوعد الصادق 3". ويُعد هذا الصاروخ شديد الصعوبة في الاعتراض، حيث تبلغ سرعته أكثر من ماخ 13 (أي أكثر من 16 ألف كيلومتر في الساعة)، ويصل مداه إلى نحو 1400 كلم. المواصفة التفصيل النوع صاروخ باليستي فرط صوتي السرعة التقديرية أكثر من ماخ 13 المدى حوالي 1400 كلم الحمولة رأس تقليدي (أو نووي) نظام التوجيه توجيه بالقصور الذاتي + مناورة نهائية الدفع وقود صلب + توجيه دفع متّجه وتؤكد إيران أن هذا الصاروخ اخترق منظومات الدفاع الإسرائيلية و"زلزل ملاجئ الصهاينة"، في رسالة مباشرة إلى الولاياتالمتحدة. ردّ إسرائيلي وضربات جوية على طهران ردّت إسرائيل فورًا بسلسلة من الغارات الجوية الكثيفة، شاركت فيها 50 مقاتلة حربية استهدفت مواقع عسكرية داخل طهران وضواحيها. وشملت الأهداف مصنعًا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي النووية، ومصنعًا للأسلحة، ومركزًا لتطوير صواريخ أرض-أرض. في الوقت نفسه، رُصدت طائرات مسيّرة إيرانية فوق مرتفعات الجولان، وأطلقت القوات الإسرائيلية عملية ملاحقة جوية، وفقًا لمصادر أمنية محلية. اشتباكات داخلية واعتقالات في إيران في الداخل الإيراني، أعلنت الشرطة إسقاط 14 طائرة مسيّرة، واكتشاف مواقع لتصنيع المتفجرات والطائرات المسيّرة في طهران وأصفهان ومحافظة ألبرز. وتم تنفيذ عدة اعتقالات، من بينها خمسة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم بالموساد، في مدن مثل خرم آباد وبروجرد. وفي مدينة "ري" جنوبطهران، وقع اشتباك مسلح بين قوات الأمن ومجموعة يُشتبه في ارتباطها بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وتشير المعلومات إلى أن هذه الخلية كانت تخطط لتنفيذ هجمات في مناطق "عالية الكثافة السكانية". من جهتها، أعلنت هيئة الطيران المدني الإيرانية تمديد إغلاق المجال الجوي حتى الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي، في انتظار استقرار الوضع الأمني. إسرائيل تواجه نقصًا في الصواريخ وعمليات إجلاء واسعة ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل تعاني من نقص في صواريخ الاعتراض. في الوقت ذاته، أفادت قناة كانال 12 الإسرائيلية ببدء عمليات إجلاء لآلاف المدنيين، خاصة في تل أبيب، حيث يجري فحص عدة مبانٍ متضررة تحسبًا لاحتمال هدمها. وقد تم نقل مئات العائلات إلى فنادق مؤقتًا. واشنطن بين الدبلوماسية والحذر في الولاياتالمتحدة، لا تزال النقاشات محتدمة. ووفقًا لتقارير من ABC وواشنطن بوست، لم يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارًا نهائيًا بشأن تدخل عسكري مباشر، رغم مناقشة هذا الاحتمال في مجلس الأمن القومي. من جهته، أكد وزير الخارجية ماركو روبيو لنظرائه أن واشنطن لا تعتزم الانضمام إلى إسرائيل في الوقت الراهن. وكشف استطلاع رأي أجرته YouGov بالتعاون مع The Economist أن: * 60٪ من الأميركيين يعارضون التدخل العسكري، * 16٪ فقط يؤيدونه، * 56٪ يفضلون الحلول الدبلوماسية. وفيما دعت شخصيات جمهورية بارزة مثل السيناتور جون ثيون وتيم شيهي إلى عدم التورط المباشر في صراع جديد بالشرق الأوسط، شددوا على أهمية الدعم اللوجستي والاستخباراتي دون الانخراط في مواجهة عسكرية. نحو منعطف استراتيجي؟ بين الضربات المباشرة، الطائرات المسيّرة، الرقابة المشددة، وحرب الصور، يتخذ الصراع بين إيران وإسرائيل بعدًا غير مسبوق، يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة، والدعاية الحربية، والتجاذبات الدبلوماسية. وبحسب محللين أميركيين، فإن الساعات ال48 القادمة ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كان بالإمكان احتواء التصعيد دبلوماسيًا أو إذا كانت المنطقة مقبلة على حرب شاملة جديدة.