السفر لم يكن يومًا مجرد خطوة عابرة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعبور حدود دول تفرض شروط دخول قد تبدو أحيانًا غير معقولة. فقد رصدت المجلة البريطانية الشهيرة The Telegraph أغرب إجراءات التأشيرة التي لا تزال سارية في بعض دول العالم، ما بين بقايا سياسات وباء كورونا، ومتطلبات بيئية، ومحظورات ثقافية. وفيما يلي جولة في أبرز هذه الممارسات غير المألوفة. تركمانستان: آخر معقل لاختبارات كوفيد رغم أن معظم دول العالم رفعت قيودها الصحية بعد الجائحة، لا تزال تركمانستان تُخضع الزوار الأجانب لاختبار PCR أنفي عند الوصول. وهذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، المعروف بقراراته الغريبة كتغيير أيام الأسبوع بأمر رئاسي، لا يبدو في عجلة من أمره لطيّ صفحة الوباء. بالاو: التزام بيئي إجباري منذ عام 2017، تشترط جزر بالاو – المؤلفة من 340 جزيرة في غرب المحيط الهادئ – على كل زائر أجنبي توقيع "ميثاق بيئي". هذا التعهد يُلزم السائح بالحد من بصمته الكربونية واحترام النظم البيئية المحلية، وهي مبادرة نالت استحسان نشطاء البيئة. بوتان: أغلى ضريبة سياحية في العالم يفرض مملكة بوتان على أغلب زوارها – باستثناء الهنود – ضريبة يومية قدرها 100 دولار، تُعرف باسم "رسم التنمية المستدامة". وتهدف هذه السياسة إلى الحفاظ على المناظر الطبيعية البكر في هذا البلد الجبلي الواقع في قلب الهمالايا. ويؤكد رئيس الوزراء تشيرينغ توبيغ أن الزوار يقبلون هذا الرسم عن طيب خاطر مقابل تجربة فريدة تحترم الطبيعة. كندا: السفر مع الأطفال بشروط في إطار جهودها للحد من حالات اختطاف الأطفال من أحد الأبوين، تشترط كندا على أي والد يسافر بمفرده مع طفله أن يقدم موافقة خطية من الطرف الآخر. وتأتي هذه الإجراءات ضمن تعاون دولي يهدف إلى تفادي النزاعات الأسرية العابرة للحدود. سنغافورة: العلكة والمفرقعات ممنوعة تشتهر المدينة-الدولة بانضباطها الصارم. فمنذ عقود، يُمنع مضغ العلكة في الأماكن العامة. لكن الحظر لا يقتصر على ذلك، فحتى استخدام المفرقعات في الاحتفالات الخاصة أو حمل الأصفاد يُعد مخالفًا للقانون. وتُعد هذه القوانين الصارمة وسيلة لضمان النظام والنظافة في المدينة. كوريا الشمالية: دليل سياحي إلزامي… إلا في منطقة واحدة تلزم كوريا الشمالية زوارها بالانضمام إلى جولات منظمة تحت إشراف مرشدين رسميين. إلا أن هناك استثناءً وحيدًا: منطقة اقتصادية خاصة تستقبل مستثمرين أجانب. وتُوفّر هذه المنطقة شبه الرأسمالية شروط دخول أكثر مرونة مقارنة ببقية البلاد… لكن بشرط عدم تجاوز حدودها. تحليل رغم غرابتها، تعكس هذه السياسات أهدافًا حقيقية: الصحة العامة، السيادة الوطنية، حماية البيئة، الأمن القومي أو الهوية الثقافية. فخلف كل شرط دخول، هناك استراتيجية دبلوماسية أو اقتصادية. وفي عالم معولم، تسعى الدول لإبراز خصوصيتها وفي الوقت ذاته ضبط حركة الهجرة. غير أن هذه السياسات قد تُضر بصورتها السياحية، خاصة إذا افتقرت إلى الشفافية أو التناسب. لذا، يبقى على المسافر الواعي أن يتحلّى باليقظة… حتى قبل أن يجهّز حقيبته