المتابع بدقة ما يحصل في الساحات السياسية ببلادنا و كيف و أين يعمل كل وال و معتمد بجل الولات ال 24 في بلادنا يكتشف أنّ هناك تقاليد موروثة عن الادارة الفرنسية بالنسبة لكبار المسؤولين الجهويين و المحليين في جل مناطق البلاد حيث مازال المسؤول يلزم مكتبه المكيف و المريح و لا يتحرك عادة بصفة يومية للوقوف على مشاغل وهموم المواطنين اليومية. و ليس من السهل ان يقابل اي مواطن هؤلاء المسؤولين للتشكي او طلب اسناده حقه او تقديم خدمات عادية ضرورية له او التحدث معه لارشادة و حل مشاكله بل مازلنا نشاهد و نلاحظ ان هناك عقلية "المعلم في اجتماع و اعمل مطلب لمقابلته". و قد يفوز بهذا الطلب او يرفض احيانا كما اننا مازلنا نشاهد ولاة مكلفين في مهمة حساسة و مؤثرة و محدودة لخدمة كل الطبقات الشعبية و من حق المواطن الاستنجاد به عند الضرورة يسكنون قصورا فخمة بها حدائق شاسعة و أسوار عالية تحميهم و يخدمهم عشرات المكلفين برعايتهم في حين تبقى العديد من إداراتنا العمومية بعدة وزارات مملوكة للخواص و تخضع لمنضومة كراءها بعشرات المليارات حتى لا نقول مئات … فمتى يتم تغيير عقلية ادارة شؤون البلاد و العباد و يصبح المسؤول مهما كان حجم مهمته و أهميتها قريبا للمواطن و يسهل التواصل معه على الميدان حسب تعليمات وتوصيات تكررت في عديد المناسبات من قبل أعلى هرم السلطة ابن الشعب الحريص على توفير الراحة و الكرامة للمواطنيين من طرف المسؤولين رئيسنا الاستاذ قيس سعيد حفظه الله و رعاه الذي لا ينقطع على التنقل في جل الولايات و القرى للوقوف على ما يحصل من ثغرات و مشاكل و طلبات ملحة و مهمة في حياة ابناء الوطن بتواضع وترحيب تلقائي نتمنى ان ينسج على منواله كل مسؤول مهما كان قيمته و موقعه في كل الوزارات و المؤسسات العمومية التي تعود ملكيتها للشعب التونسي لخدمة المجموعة الوطنية بكل شفافية و جدية مطلقة… اعتقد ان رسائلي وصلت لاصحابها مضمونة و الله ولي التوفيق و للحديث بقية