مرة أخرى، كانت طريق المرسى مسرحًا لحادث مرور، اليوم الجمعة 4 جويلية 2025، تورطت فيه سيارة أجرة جماعية، و هي وسيلة نقل يعرفها التونسيون جيدًا… لكنها اقترنت أيضًا، ولسوء الحظ، بسلوكيات خطرة على الطريق. و وفقًا للمعاينات الأولية الميدانية، فإن السيارة المعنية قامت بمناورة خطرة و بسرعة مفرطة على حاشية الطريق و هو سلوك أصبح شائعًا لدى سائقي سيارات الأجرة الجماعية. و قد تسبب الحادث في اختناق مروري كبير، استوجب التدخل السريع لوحدات الحماية المدنية و قوات الأمن. و أفادت المعطيات الأولية أن أحد الركاب تم نقله على وجه السرعة بسيارة إسعاف، بينما تابع مستعملو الطريق المشهد و كأنهم اعتادوا على هذا السيناريو المألوف. طريق عالية الخطورة رغم تصميمها المنظم رغم أن طريق المرسى صُممت لتسهيل حركة المرور بسلاسة من خلال تعدد مساراتها وخلوها من المنعرجات الحادة، إلا أنها أصبحت اليوم من الطرق عالية الخطورة، خاصة بسبب السلوك المتهور لبعض السائقين، وعلى رأسهم سائقي سيارات الأجرة الجماعية. فكثيرًا ما يُتهم هؤلاء بتغيير المسارات بشكل فجئي، والتجاوز من الجهة اليمنى بسرعة مفرطة. و هي ممارسات تهدد سلامة الركاب، كما تعرّض بقية مستعملي الطريق والمترجلين للخطر. ظاهرة قديمة… و لكن لا تزال مقبولة؟ تظل مسألة تنظيم هذا النمط من النقل الجماعي مطروحة بحدّة. فرغم شكاوى المواطنين المتكررة، ومقاطع الفيديو المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتكرر الحوادث، يبدو أن شرطة المرور تقف عاجزة أمام هذه الظاهرة. و لا يزال حادث سبتمبر الماضي في المرسى حاضرًا في الأذهان، حين انقلبت سيارة أجرة جماعية مما أسفر عن إصابة سبعة ركاب. و رغم ذلك، لم تُتخذ أي إجراءات رادعة ملموسة منذ ذلك الحين لوضع حد لهذا النزيف. أين تكمن المسؤولية؟ بات من الضروري أن تتحرك السلطات المحلية، وخاصة الإدارة العامة للمرور، لمواجهة هذه الظاهرة التي أصبحت هيكلية. فالسائقون العاملون في سيارات الأجرة الجماعية يؤدون خدمة حيوية لفئة كبيرة من المواطنين، لكن ذلك لا يجب أن يكون على حساب السلامة العامة. إن فرض تنظيم أكثر صرامة، وتشديد المراقبة، وتطبيق عقوبات واضحة وفورية، بالإضافة إلى مراقبة مستمرة لسلوك هؤلاء السائقين عبر سيارات مدنية مجهولة، أصبحت كلها إجراءات لا غنى عنها لتفادي المزيد من المآسي. فما دامت هذه السلوكيات الخطرة متواصلة، فإن المواطنين سيستمرون في دفع الثمن غاليًا على الطرقات التونسية. سواء على طريق المرسى أو غيرها… آن الأوان لاتخاذ قرارات حازمة. تعليقات