أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منذر بلحاج، عن زيادة كبيرة بنسبة 30% في عدد الطلبة المقبولين بكليات الطب، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة. تهدف هذه الخطوة إلى معالجة النقص المسجّل في الإطارات الطبية، خاصة في المناطق الداخلية، وتعزيز الأمن الصحي على المستوى الوطني. وخلال جلسة حوار عامة في مجلس نواب الشعب، أوضح الوزير أن هذا التوجّه يندرج في إطار إصلاح أشمل لنظام التوجيه الجامعي. كما أقرّ بتراجع عدد الحاصلين على البكالوريا في شعبة الرياضيات، وهو منحى تعمل الوزارة على عكسه من خلال حوافز تُعدّ بالتعاون مع وزارة التربية. البحث العلمي: تثمين ولا مركزية وفي ما يخصّ البحث العلمي، أشار الوزير إلى النتائج الإيجابية التي حققتها المؤسسات التونسية على مستوى النشر العلمي والتصنيفات الأكاديمية. وكشف عن إعداد إستراتيجية وطنية تشاركية للبحث العلمي، بالشراكة مع المعهد الوطني للإحصاء، تهدف إلى ملاءمة خارطة البحث الوطني مع حاجيات النسيج الاقتصادي، مع دعم خاص للجامعات الجهوية مثل قفصة وجندوبة. وسيتم تعزيز حوكمة مخابر البحث على المستويين البشري والمالي، علماً أن نسبة تنفيذ الميزانية المخصصة لبرامج البحث بلغت 46% رغم الصعوبات المالية. تحسين الحياة الجامعية: سكن، تغذية، وحقوق أوضح أُعلن عن تقدم ملحوظ لتحسين جودة حياة الطلبة، حيث تم الانتهاء من مشروع مرسوم يتعلق بالحياة الجامعية، يوضّح بجلاء حقوق الطلبة وواجباتهم. كما تم رفع سقف الدخل للاستفادة من المنح، ما سيزيد في عدد المنتفعين بها. وتمّت مراجعة المرسوم المنظّم للسكن الجامعي، ليتاح للطلبة الإقامة لمدة سنتين، وثلاث سنوات بالنسبة للطالبات. كما تم إعداد كراس شروط محدّث لتشجيع الاستثمار الخاص في هذا المجال. ويستفيد حالياً 24% من الطلبة المسجلين من السكن الجامعي، بما في ذلك الحالات الاستثنائية. وتحظى فئة الطلبة ذوي الإعاقة باهتمام خاص، من خلال مناشير تيسّر إدماجهم. وفي ما يتعلق بالتغذية، تمّ تقديم 14 مليون وجبة خلال السنة الماضية، أي بمعدل 78 ألف وجبة يومياً. وقد شرعت الوزارة في رقمنة هذه الخدمات بهدف الحد من التبذير وتحسين إدارة النفقات. وتمّ إطلاق خدمة للاستشارة النفسية عن بُعد استفاد منها 2000 طالب. كما تُبذل جهود لتعزيز الأنشطة الرياضية والثقافية، وتحسين ظروف استقبال الطلبة الأجانب من خلال إحداث وكالة متخصصة. التحوّل الرقمي والتعاون الدولي تم إطلاق مشروع وطني لمتابعة المسار الجامعي عبر منصة سحابية (Cloud) بميزانية بلغت 20 مليون دينار. كما حصلت تونس، بفضل شراكة مع الصين، على مركز للحوسبة عالية الأداء، يُعدّ ثاني أقوى مركز من نوعه في إفريقيا، وقد أصبح الآن متاحاً للباحثين التونسيين. ويُنجز حالياً الإطار القانوني الخاص بالمؤسسات الجامعية ذات التوجه التكنولوجي والاقتصادي، مع العمل على إدماج جميع المؤسسات في منظومات الاعتماد الوطنية والدولية. أما على مستوى الانتداب، فقد تمّ تكوين 165 لجنة لتنظيم المناظرات، بمشاركة أكثر من 800 أستاذ باحث، ولم تُسجل سوى 40 طعناً، تم النظر فيها جميعاً حالةً بحالة، في كنف الشفافية والحرص على الاستحقاق. خارطة طريق طموحة لجامعة أكثر عدالة ونجاعة ترسم السياسات التي أعلنها الوزير منذر بلحاج ملامح خارطة طريق طموحة نحو تعليم عالٍ أكثر عدالة ونجاعة، ومتّصل أكثر باحتياجات البلاد. ما بين توسيع طاقة استيعاب كليات الطب، ودعم البحث العلمي، وتحديث الخدمات الجامعية، والتحول الرقمي، تستعد الجامعة التونسية لمنعطف استراتيجي حاسم. تعليقات