تؤكّد المنطقة السياحية نابل-الحمامات جاذبيتها خلال السداسي الأول من سنة 2025، من خلال تسجيل مؤشرات في تطوّر لافت. ووفقًا للمعطيات التي نشرتها المندوبية الجهوية للسياحة، فقد زار المنطقة 325 ألف سائح بين جانفي وجوان، أي بزيادة قدرها 3,5٪ مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024. أما عدد الليالي المقضاة، فقد تجاوز 1,4 مليون ليلة، مسجّلًا ارتفاعًا بنسبة 4٪، مما يدلّ على طول مدة الإقامة. وقد تميّز شهر جوان 2025 بشكل خاص ب108 آلاف وافد، أي بزيادة قدرها 8,5٪، فيما ارتفع عدد الليالي بنسبة 5٪ مقارنة بجوان من العام السابق. وترجع المندوبية الجهوية للسياحة هذا التحسّن إلى عدّة عوامل متضافرة. إذ لا تزال الطلبات المحلية القوية تساهم في دعم النشاط السياحي، خصوصًا بعد ذروة الموسم، مما يعزّز موقع السوق الداخلية في صدارة تدفّقات السياح. كما ساهمت عودة الأسواق الأوروبية التقليدية — على غرار المملكة المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، بولونيا، الجمهورية التشيكية وفرنسا — في تنشيط الحركة السياحية، مسجّلة انتعاشة مستدامة بعد الاضطرابات التي شهدتها السنوات الماضية. وتبدو التوقعات لبقية الموسم الصيفي واعدة، إذ يُرتقب أن يؤكّد شهرا جويلية وأوت — المعروفان بكثافتهما السياحية — هذا المنحى التصاعدي. ولمواكبة هذه الديناميكية، تواصل المندوبية الجهوية للسياحة بنابل-الحمامات تنفيذ الخطة الوطنية للعمل، التي تم إعدادها بالتعاون مع الديوان الوطني التونسي للسياحة. وتركّز هذه الخطة على جودة الخدمات والتزام المنشآت السياحية بالمعايير المطلوبة. وقد انطلقت حملات التفقد منذ شهر ماي 2025، وشهدت نسقًا متزايدًا مع حلول ذروة الموسم. وتندرج هذه الزيارات الرقابية في إطار متابعة منتظمة وتعاون فعّال مع المهنيين في القطاع، بهدف ضمان أفضل ظروف الاستقبال والسلامة وجودة الخدمات. ويبدو أن منطقة نابل-الحمامات في طريقها لإنجاح صيف 2025 بامتياز، معزّزة بذلك موقعها الاستراتيجي على خارطة السياحة التونسية. تعليقات