شهدت الدنمارك تصعيدًا جديدًا ومقلقًا في موجة الإسلاموفوبيا. ففي 18 جويلية 2025، نفّذ أربعة عناصر من جماعة "الجيل المعرِّف" اليمينية المتطرفة هجومًا موجّهًا ضد مسجد الإمام علي (ع) في حي نوربرو بالعاصمة كوبنهاغن، ما أثار استياء واسعًا لدى الجالية المسلمة والمدافعين عن حقوق الإنسان. و أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أفراد المجموعة وهم يتسلّقون سطح المسجد مرتدين سترات صفراء. وبعد صعودهم، أشعلوا قنابل دخانية حمراء ورفعوا لافتة تحمل عبارتين استفزازيتين: "أوقفوا أسلمة أوروبا" و"الهجرة العكسية، الآن". و استغرقت العملية نحو عشر دقائق، وفق ما أعلنه منفذوها، الذين وصفوها بأنها "عصيان مدني". و أدانت إدارة المسجد الهجوم بشدة، واعتبرته "عدوانيًا وتخريبيًا" يستهدف ترهيب المصلين و تقويض حرية العبادة. و صرّح متحدث باسم المسجد: "إنه اعتداء مباشر على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم بسلام"، داعيًا السلطات إلى تعزيز حماية دور العبادة، في ظل تصاعد التوترات. جماعة "الجيل المعرِّف"، الناشطة في عدد من الدول الأوروبية، معروفة بحملاتها المناهضة للهجرة و عملياتها الموجهة ضد المجتمعات المسلمة. و في تعليق على الحادثة، قال متحدث باسمها إن "العملية لم تُسفر عن أضرار مادية"، مشيرًا إلى أنها كانت "رسالة سياسية" ضد ما وصفه ب"التهديد الثقافي". من جهتها، أعلنت شرطة كوبنهاغن فتح تحقيق في الحادثة بعد تلقي بلاغ رسمي، دون الإعلان عن توقيفات حتى الآن. و لم تُقدَّم تفاصيل إضافية بشأن المسار القضائي المحتمل. و يأتي هذا الاعتداء في سياق تصاعد مقلق للاعتداءات ذات الطابع الإسلاموفوبي في شمال أوروبا، حيث تُعبّر العديد من المجتمعات المسلمة عن قلقها من مناخ معادٍ تغذّيه تيارات سياسية شعبوية ومتطرفة. و تشمل هذه الاعتداءات المضايقات اللفظية و أعمال التخريب التي تطال المساجد و المراكز الدينية. و رغم تأكيد الدنمارك التزامها بقيم التسامح و الحرية، فإن هذا الهجوم الرمزي يسلّط الضوء مجددًا على الحاجة لحماية الأقليات الدينية و مواجهة خطابات الكراهية. و دعا عدد من المراقبين السلطات الدنماركية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الأفعال و تعزيز آليات الحماية و الوقاية، في ظل هشاشة المناخ الاجتماعي الحالي. تعليقات