أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم الاثنين، جولة جديدة من التهديدات التجارية ضد الهند، متّهما إياها بالمساهمة في دعم الاقتصاد الروسي من خلال استيراد كميات ضخمة من النفط. وأعلن ترامب عبر منصته الاجتماعية TRUTH أنه يعتزم رفع الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25% على المنتجات الهندية الموجّهة إلى السوق الأمريكية، قائلاً إنها قد تشهد "زيادة كبيرة". وقال ترامب: "الهند لا تكتفي بشراء كميات هائلة من النفط الروسي، بل تقوم بإعادة بيعه في السوق الدولية وتجني أرباحاً طائلة من ذلك". وأضاف أن نيودلهي "لا تأبه بعدد القتلى في أوكرانيا الذين تسحقهم آلة الحرب الروسية". اعتماد طاقي معلن من الهند منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فيفري 2022، نجحت روسيا في الحفاظ على وتيرة صادراتها النفطية رغم العقوبات الغربية. وفي عام 2023، استحوذت الهند وحدها على نحو 40% من صادرات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، أي ما يعادل 1.6 مليون برميل يوميًا. ورغم الانتقادات المتكررة من القوى الغربية، حافظت الهند على موقفها الرافض للانخراط في العقوبات الجماعية ضد موسكو، مبرّرة ذلك بحاجتها إلى مصادر طاقة منخفضة التكلفة لضمان أمنها الطاقي الداخلي. إنذار لروسيا وشركائها وكان ترامب قد وجّه في خطاب ألقاه يوم 29 جويلية الماضي إنذارًا لروسيا مدته عشرة أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ملوّحًا بفرض عقوبات جديدة في حال عدم الاستجابة. ومن بين الإجراءات المحتملة، أشار إلى فرض رسوم جمركية مباشرة أو غير مباشرة قد تصل إلى 100% على الدول التي تواصل استيراد النفط والغاز الروسي. وتتجه الأنظار أساساً نحو الهند، الحليف الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأيضًا شريك تجاري مهم لواشنطن. غير أن تصعيد ترامب يُعقّد التوازن الدبلوماسي الهش بين العواصم الثلاث: واشنطنوموسكوونيودلهي. هل نحن أمام حرب تجارية وشيكة؟ في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية بين القوى الكبرى، تلوح في الأفق بوادر حرب تجارية ثنائية. فالهند تصدّر ما يفوق 90 مليار دولار سنويًا من السلع إلى الولاياتالمتحدة، وهو ما يجعل سلاسل إمدادها عرضة للاختلال، ويُهدد قطاعات حيوية مثل النسيج والصناعات الدوائية جراء رسوم جمركية إضافية محتملة. ولم تصدر نيودلهي حتى الآن أي رد رسمي على تصريحات ترامب، لكن وزارة البترول الهندية أكدت مجددًا نيتها مواصلة تنويع مصادر التزوّد، بما في ذلك من روسيا. وهكذا، يبدو أن ترامب يواصل استراتيجيته في ممارسة أقصى درجات الضغط، موجهاً هذه المرّة ضغوطه ليس فقط نحو روسيا، بل أيضًا نحو شركائها غير المباشرين. يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الحملة الدبلوماسية والتجارية في تغيير مسارات الطاقة العالمية؟ أم أنها ستُعمّق الانقسامات الجيوسياسية في ظل حرب باردة جديدة تُخاض بوسائل اقتصادية؟ تعليقات