في سيدني، أثار مشروع يهدف إلى بث الأذان مرة واحدة أسبوعياً من مسجد لاكيمبا جدلاً واسعاً وصل إلى تهديدات بالقتل وتصاعد في موجة الإسلاموفوبيا، وفقاً لمسؤولي المؤسسة. جمعية المسلمين اللبنانيين (LMA)، المالكة للمسجد، قدمت طلباً إلى مجلس كانتربري-بانكستاون لتركيب أربعة مكبرات صوت جديدة على المئذنة، بتكلفة تقديرية تبلغ 22,000 دولار أسترالي. وينص المشروع على بث الأذان كل يوم جمعة عند الظهر لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة. 328 اعتراضاً وتوصية بالرفض تلقى المجلس البلدي 328 اعتراضاً على هذا المشروع، تطرقت إلى إزعاجات صوتية، مخاوف دينية، وقلق بشأن قيمة العقارات. وقدّر تقرير فني أن مستوى الصوت سيصل إلى 92 ديسيبلاً، وهو ما يعادل صوت دراجة نارية أو أجراس الكنائس، وسيكون مسموعاً على مسافة تقارب 100 متر. على الرغم من توافق المشروع مع تقسيم المنطقة، اعتبر تقرير المجلس أن الأثر على الجوار "غير مقبول" في الحالة الراهنة، ووصى برفض المشروع خلال اجتماع لجنة التخطيط المحلية المقرر عقده الأسبوع المقبل. تهديدات وكراهية على الإنترنت وتصاعد الإسلاموفوبيا ندد أمين سر جمعية المسلمين اللبنانيين، جمال خير، بتحول النقاش من قضايا التخطيط العمراني إلى عداء موجه. وقال: "اضطررنا إلى تركيب كاميرات مراقبة إضافية بعد تلقي تهديدات بالقتل"، مشيراً إلى أن بعض الاعتراضات مدفوعة بدوافع الإسلاموفوبيا. ولفت خير إلى أن العديد من المعارضين يقيمون خارج منطقة كانتربري-بانكستاون، معبراً عن استيائه من المعاملة غير المتكافئة: "لا أحد يعارض أجراس كاتدرائية سانت ماري أو كنيسة مارونية في بانشباول، لكن الأذان يُنظر إليه كتهديد". تأتي هذه التوترات في ظل مناخ متوتر بالفعل بسبب حوادث الإسلاموفوبيا. وسجل تقرير سجل الإسلاموفوبيا في أستراليا 675 حادثة مؤكدة بين يناير 2023 ونوفمبر 2024، بزيادة ملحوظة. وقد أدى حادث سابق، مرتبط بمجزرة كرايستشيرش عام 2019، إلى فتح تحقيق أمني. نحو قرار من اللجنة المستقلة أوضح مجلس كانتربري-بانكستاون أن القرار النهائي سيعود إلى اللجنة المستقلة التي يمكنها تأييد أو تأجيل القرار. وأفادت جمعية المسلمين اللبنانيين بأنها تعمل على نموذج دراسة صوتية جديد لمراجعة المشروع. وفقاً للطلب الرسمي، يُعتبر بث الأذان رمزاً للوحدة والإيمان المشترك، ويشكل صوتاً "مألوفاً ومطمئناً" للسكان المحليين. ويُعد مسجد لاكيمبا، الذي بُني عام 1977، من أكبر المساجد في أستراليا ومركزاً رئيسياً للمجتمع المسلم في سيدني. تعكس هذه القضية التوترات القائمة بين التعبير الثقافي والحفاظ على جودة الحياة، في سياق يمكن أن تتبلور فيه النقاشات حول أماكن العبادة إلى صراعات تتجاوز مجرد الاعتبارات المجاورة. تعليقات