كشف موقع التحقيقات البريطاني Declassified UK أن طائرات تجسس أمريكية وبريطانية نفذت رحلات استطلاعية فوق قطاع غزة لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، في سياق الحرب المستمرة التي تمزق القطاع منذ 22 شهرًا. و بحسب التحقيق، فإن بعض هذه الرحلات، التي انطلقت من القاعدة البريطانية في أكروتيري بقبرص، جرت بالقرب من مخيم النصيرات قبل وأثناء مجزرتين كبيرتين ارتكبهما الاحتلال الإسرائيلي: الأولى يوم 12 ديسمبر 2024 وأسفرت عن مقتل 30 شخصًا، والثانية في 8 جوان 2024 وأودت بحياة أكثر من 270 فلسطينيًا. رحلات سبقت الضربات الدامية عشية قصف ديسمبر، أقلعت طائرة مراقبة أمريكية من طراز Beechcraft Super King Air 350، تديرها شركة Street Flight Nevada، من القاعدة البريطانية وحلّقت فوق المنطقة لمدة 20 دقيقة. و في يوم الهجوم نفسه، نفذت طائرة بريطانية من طراز Shadow R1 دورية قبالة سواحل غزة قرابة نصف ساعة، قبل أن تستأنف رحلاتها بعد أقل من ساعة من انتهاء الغارة الإسرائيلية. أما في حالة قصف جوان 2024، فقد أحصت منظمة Action on Armed Violence تنفيذ 24 رحلة بريطانية فوق غزة أو بالقرب منها خلال الأسبوعين السابقين للهجوم، تحت مبرر رسمي هو البحث عن رهائن إسرائيليين. أكثر من 600 رحلة بريطانية منذ بداية الحرب منذ 7 أكتوبر 2023، نفذت بريطانيا أكثر من 600 مهمة استطلاع في أجواء غزة أو محيطها. ونقلت صحيفة The Times عن مصادر حكومية تأكيدها أن المعلومات التي يتم جمعها تُسلَّم لجيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري. و على الصعيد الرسمي، تؤكد السلطات البريطانية أن هذه العمليات تهدف حصريًا إلى تحديد مواقع «الرهائن»، غير أن Declassified UK يشير إلى رفض لندن الكشف عن طبيعة المعلومات التي تُشاركها، ما يغذي الشبهات حول تورطها في الضربات التي أودت بحياة آلاف المدنيين. دعم عسكري رغم التوترات السياسية و رغم أن الحكومة العمالية فرضت مؤخرًا عقوبات على عدد من وزراء الاحتلال الإسرائيلي المتطرفين، وأعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية وفق شروط محددة، فإن التعاون الأمني ما زال وثيقًا. و منذ اندلاع العدوان، أسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل 61.599 فلسطينيًا وإصابة 154.088 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأممالمتحدة موثوقة. كما لا يزال أكثر من 9.000 شخص في عداد المفقودين، ونزح مئات الآلاف، بينما أودت المجاعة بحياة 222 مدنيًا، بينهم 101 طفل. و تعيد هذه التسريبات طرح سؤال المسؤولية الملقاة على عاتق حلفاء الاحتلال في ما تعتبره منظمات دولية عديدة جرائم حرب، بل وأفعالًا ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. تعليقات