شهدت سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الأربعاء، مأساة جديدة إثر غرق قارب يقل مهاجرين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً، وفق حصيلة أولية لخفر السواحل الإيطالي، فيما لا يزال نحو عشرة آخرين في عداد المفقودين. من جهتها، أعلنت الصليب الأحمر الإيطالي عن 22 ضحية مؤكدة، بينما أفاد المفوض السامي لشؤون اللاجئين (UNHCR) بأنه تم انتشال 20 جثة، ولا يزال عدد مماثل من الأشخاص في عداد المفقودين. وبحسب المعلومات التي نقلها الصحفي سيرجيو سكاندورا، كان القارب يقل 97 مهاجراً عند وقوع الحادث، وقد انقلب على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوب غرب لامبيدوزا. وتمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ 60 ناجياً، نُقلوا إلى الجزيرة بواسطة خفر السواحل. وذكرت القناة الإيطالية العامة RaiRadio1 أن ما بين 12 و17 مهاجراً ما زالوا مفقودين. ولم تُعرف بعد الظروف الدقيقة للغرق، إلا أن الحمولة الزائدة للقارب وتهالك هيكله يُرجّح أنهما ساهما بشكل كبير في وقوع الكارثة، كما هو الحال في كثير من الحوادث على هذا المسار البحري. وتُعدّ منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، الواقعة بين شمال إفريقيا وإيطاليا، من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث لقي 675 مهاجراً حتفهم منذ بداية العام، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي دعت إلى «تعزيز المسارات القانونية» للهجرة بهدف الحد من العبور غير النظامي. وتُظهر بيانات وزارة الداخلية الإيطالية أن 38,263 مهاجراً وصلوا بحراً إلى إيطاليا منذ جانفي 2025. وتبقى لامبيدوزا، التي تبعد 150 كيلومتراً فقط عن السواحل التونسية، إحدى أبرز بوابات الدخول إلى أوروبا للمهاجرين الساعين للوصول إلى القارة. ويؤكد هذا الغرق الجديد مجدداً مدى خطورة هذه الرحلة البحرية، والحاجة الملحة، التي تشدد عليها المنظمات الإنسانية، لإيجاد حلول دائمة تحول دون تكرار مثل هذه المآسي. تعليقات