في خضم التحديات التي يشهدها المرفق العام للنقل وما رافقها مؤخراً من اعتداءات متكررة، برزت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن كأكثر جهة مؤهلة لقيادة مبادرات توعوية هادفة تعيد الاعتبار لقيم المواطنة. فهذه الوزارة، بحكم رسالتها المرتبطة بالأسرة والطفل والتنشئة، هي الأقدر على غرس ثقافة الحفاظ على المكاسب الوطنية لدى الناشئة، وهو ما تجسّد من خلال تنظيم المسابقة الوطنية للحفاظ على المرفق العام للنقل، التي جعلت من الأطفال أنفسهم رسل توعية وإبداع. وفي رسالة رمزية قوية، أشرفت السيّدة أسماء الجابري، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، يوم الأربعاء 20 أوت 2025، بالمركز الوطني للإعلامية الموجّهة للطفل، على حفل تتويج الأطفال الفائزين في المسابقة الوطنية للحفاظ على المرفق العام للنقل. مبادرة لتعزيز ثقافة الوقاية والمواطنة أوضحت الوزيرة أنّ هذه المسابقة، الأولى من نوعها في تونس، تندرج ضمن برنامج الوزارة التوعوي "في الوقاية حماية"، الممتد من 20 نوفمبر 2024 إلى 20 نوفمبر 2025، وجرى تنظيمها بالتعاون مع وزارات النقل والشؤون الاجتماعية والتربية وتكنولوجيات الاتصال. وقد شهدت مشاركة 30 عملاً توعوياً إبداعياً من إنتاج الأطفال. وأكدت أنّ الهدف الأساسي من المبادرة هو ترسيخ قيم المواطنة والحفاظ على المرفق العام للنقل من خلال إشراك الأطفال واليافعين في إنتاج ومضات توعوية مبتكرة، مشيرة إلى أنّ الرهان على هذه الفئة العمرية هو استثمار في المستقبل وبناء ثقافة وقائية تحصّن المجتمع من السلوكيات الخطيرة. تكريم الفائزين وإشادة بالجهود تمّ تتويج مجموعة من الأطفال واليافعين من مختلف الجهات، من بينهم: * محمد العيادي (صفاقس)، أنس الزعلوني (زغوان)، ومحمد فرات العامري (قابس). * وفي قسم الأطفال ذوي الإعاقة: آدم حمزاوي، رحمة حمودة، تسنيم الزريبي، إيمان حمدي (قابس)، وسيم بوقيلة (المنستير)، ومحمد أحمد نصيب ونزار موسى (المهدية). وتوجّهت الوزيرة بالشكر لكافة المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة، مؤكدة أنّ الومضات التوعوية المتوّجة سيتم تعميمها عبر مؤسسات الطفولة ووسائل الإعلام العمومية لنشر رسالتها على نطاق أوسع. الأطفال شركاء في حماية مكاسب الوطن اعتبرت أسماء الجابري أنّ هذه المبادرة تمثل جزءاً من الجهود الوطنية الرامية إلى حماية المرافق العامة وتعزيز ثقافة المسؤولية المشتركة، مشدّدة على أنّ الأسرة تبقى الشريك الأساسي في التنشئة على القيم الإيجابية والمواطنة المسؤولة. وقد تخلّل الحفل فقرة إذاعية تنشيطية قدّمها أطفال ورشة التربية على وسائل الإعلام بالمركز الوطني للإعلامية الموجّهة للطفل، خُصّصت للاحتفاء بالفائزين وإبراز إبداعاتهم. ويُعدّ هذا الحدث محطة بارزة تعكس تفاعل المجتمع ومؤسساته مع التحديات الراهنة، إذ نجحت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ في تحويل موجة الاعتداءات المتكررة على وسائل النقل إلى فرصة إبداعية أبرزت وعي الأطفال ودورهم الفاعل في حماية المرافق العامة. وقد شكّل التتويج رسالة أمل بأن المواطنة تبدأ من التنشئة، وأن الاستثمار في وعي الناشئة هو الطريق الأنجع لتأمين مكتسبات الوطن. تعليقات