ظاهرة قديمة تتجدد هذه الأيام، يمكن تصنيفها ضمن خانة الاتجار بالبشر، وهي عمل مشين يستهدف الأطفال ويحرمهم من حقهم الطبيعي في ممارسة طفولتهم، والتمتع مثل أقرانهم باللعب والترفيه. تتمثل هذه الظاهرة في تشغيل الأطفال، بعضهم لم يتجاوز سن الخامسة، حيث يدفعهم آباؤهم وأمهاتهم إلى بيع الياسمين أو الحلوى أو الكعك في المناطق السياحية، أو في المقاهي وقاعات الشاي بالمناطق المصنفة راقية، أو أمام المساجد للتسول. وغالبًا ما تتم مراقبتهم من طرف أوليائهم، أو حتى من قبل أشخاص استأجروا هؤلاء الأطفال من عائلاتهم مقابل مبالغ مالية. ولا أبالغ إذا قلت إنني أشعر بالخجل والألم والأسف كلما شاهدت هذه الممارسات. وقد استنجدت في أكثر من مناسبة في منطقة ياسمين الحمامات برجال الأمن، فتمت تدخلات ومنع بعض الأولياء من استغلال أبنائهم، لكن الظاهرة ما لبثت أن عادت من جديد، من دون رادع حقيقي، كما هو الحال في محطات الاستخلاص بالطريق السيارة. لقد أشرت سابقًا إلى هذه الجريمة التي تطال القُصَّر، وأنا اليوم أكتب وقلبي يعتصر ألمًا، متمنيًا أن تُنظَّم حملات متواصلة وجدية لردع كل وليٍّ يشغّل أبناءه الأطفال، وبكل صرامة، في بلد يُفترض أنه يكفل بقوانين واضحة حماية الأطفال وحقهم في العيش في ظروف كريمة والتمتع بطفولتهم، بعيدًا عن كل أشكال الاستغلال. فما هو موقف أصحاب القرار وأهل الحل والعقد؟ تعليقات