تُعدّ قرينة البراءة من أبرز المبادئ القانونية والحقوقية، وهي تعني أنّ كل متهم يُعتبر بريئًا إلى أن تثبت إدانته بمقتضى حكم قضائي باتّ، صادر عن محاكمة عادلة. هذا المبدأ هو ضمانة أساسية لحقوق الإنسان، ومعتمد في الدساتير والتشريعات الوطنية، وكذلك في الاتفاقيات الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. كيف يُثبت المتهم براءته؟ إثبات البراءة لا يعني بالضرورة أن المتهم هو من يقدّم الحجج للدفاع عن نفسه فقط، بل تقوم على عاتق النيابة العامة أو الجهة الاتهامية مسؤولية إثبات التهمة بالدليل القاطع. أما المتهم، فيملك الحق في الدفاع عبر: - تقديم الأدلة والشهادات التي تدعم موقفه. - الاستعانة بمحامٍ لإثبات التناقضات أو ضعف الأدلة المقدّمة ضده. - التمسك بالحقوق الإجرائية مثل علنية المحاكمة والحق في الطعن. الفرق بين البراءة والإفراج من المهم التمييز بين الحكم بالبراءة الذي ينفي ارتكاب الجريمة، وبين الإفراج لعدم كفاية الأدلة. ففي الحالة الأولى يُعتبر المتهم بريئًا تمامًا، بينما في الثانية يظل هناك شك، لكن القانون يختار مبدأ "الشك يُفسَّر لفائدة المتهم". الخلاصة قرينة البراءة ليست مجرد قاعدة قانونية، بل هي ضمانة لحماية الأفراد من التعسف وتأكيد على أن العدالة تقوم على الدليل لا على الشبهة. وإثبات البراءة يتحقق عبر محاكمة عادلة، شفافة، تحترم حقوق الدفاع وتضع عبء الإثبات على سلطة الاتهام.