تعرف الصحة الرقمية بأنها استخدام التكنولوجيا الرقمية المعاصرة لتقديم خدمات الصحة وتحسينها. ويشكل هذا القطاع مجموعة من التقنيات الرقمية والخدمات الإلكترونية التي تهدف لتحسين الرعاية الصحية المقدمة وإدارة الميدان الصحي. وتتضمن هذه التكنولوجيا مجموعة واسعة من الأدوات والأنظمة، مثل الأجهزة الطبية المتصلة بالإنترنت، والتطبيقات الصحية، وأنظمة السجلات الصحية الإلكترونية. ويهدف تطوير الخدمات الرقمية في المجال الصحي إلى عدة أهداف اهمها تحسين جودة الرعاية الصحية حيث يمكن أن تساعد الصحة الرقمية في تحسين نوعية الخدة الصحية من خلال توفير معلومات دقيقة في الوقت المناسب للمرضى والأطباء وزيادة الوصول إلى الرعاية الصحية علاوة على خفض التكاليف الصحية من خلال تقليل الحاجة إلى الرعاية الطبية غير الضرورية. لتقريب الخدمات الصحيّة في كامل تراب الجمهوريّة وفي إطار التحوّل الرقمي في الصحّة، انطلقت يوم امس الاثنين أولى خدمات المستشفى الرقمي لتأمين حصص طبّ عن بعد 24/24 و7/7 بطبرقة من ولاية جندوبة. ووفق وزارة الصحة فان الرقمنة تعمل لخدمة العدالة الصحّية من خلال تقريب الخدمات الطبية المتخصّصة من المواطنين وخاصة في الجهات الداخلية. كما أشارت الوزارة الى أنّ المشروع سيتوسّع تدريجيا ليشمل مختلف المناطق في أفق تغطية صحية شاملة لكل التونسيين. هذا وكان وزير الصحة الدكتور مصطفى الفرجاني قد اكد في منتصف فيفري الماضي في الندوة الختامية لمشروع DigiHealth Tour Tunisia، بحضور ممثل البنك الدولي في تونس ألكسندر أرّوبّيو، على أهمية الرقمنة الشاملة لتعزيز الحوكمة، تحسين التصرف الاستشفائي، وضمان نجاعة الأداء في المؤسسات الصحية. ومنذ انطلاقه في نوفمبر 2023، جاب المشروع كافة ولايات الجمهورية، حيث شارك فيه أكثر من 2000 مهني صحة، في لقاءات تفاعلية ساهمت في تشخيص التحديات، تبادل الخبرات، وتعزيز استغلال الأنظمة المعلوماتية الصحية. وأكد الوزير أن التحول الرقمي ليس مجرد خيار، بل هو مسار ديناميكي مستدام يتطلب متابعة وتطويرًا مستمرًا. كما شدد على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التشخيص الطبي وتعزيز دقة القرارات العلاجية، إضافة إلى أهمية الأمن السيبرني في حماية البيانات الصحية وضمان سرية المعطيات الشخصية للمرضى. وتتمثل اهم التوصيات العملية لتعزيز الرقمنة في تعميم الحلول الرقمية وتبسيط استخدامها في المستشفيات وتعزيز التكوين المستمر لمهنيي الصحة لضمان اندماجهم في المنظومة الرقمية اضافة الى تطوير أنظمة الأمن السيبرني لحماية البيانات الصحية واستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات العلاجية. يحظى هذا المشروع بدعم وتمويل من البنك الدولي، الوكالة الفرنسية للتنمية، الاتحاد الأوروبي، المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، منظمة الأممالمتحدة للطفولة، المنظمة العالمية للصحة، ومشروع "صحة" بشراكة مع سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، في إطار تعزيز الرقمنة والحوكمة في التصرف الاستشفائي بالمؤسسات الصحية. تعليقات