أثار حادث بروتوكولي وقع خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي. فقد أظهر مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع عزيزة إسماعيل، زوجة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، و هي ترفض مصافحة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مراسم التحية الرسمية. مشهد أصبح فيروسيًا المقطع الذي بثته عدة حسابات متخصصة في الشأن الصيني، من بينها «الصين بالعربية»، وُصف بأنه «غير مألوف». و يُظهر عزيزة إسماعيل وهي تكتفي بانحناءة خفيفة أمام شي جين بينغ، متجنبة أي تواصل جسدي. الواقعة، التي حدثت خلال اللقاء المنعقد على مدى اليومين الماضيين في تيانجين، سرعان ما لفتت أنظار مستخدمي الإنترنت وأثارت موجة من التعليقات المتباينة. بين الدين والبروتوكول والدبلوماسية يرى بعض المراقبين أن هذا التصرف وضع ماليزيا في موقف حساس أمام قوة كبرى مثل الصين، معتبرين أن مثل هذا الرفض قد يُفهم على أنه قلة احترام في سياق دبلوماسي تُحسب فيه الرموز والتفاصيل بدقة. في المقابل، يذكّر آخرون بأن السيدة الأولى الماليزية امرأة مسلمة، وأن معتقداتها الدينية تمنعها من مصافحة الرجال الأجانب. غير أن أصواتا ناقدة اعتبرت أن الاكتفاء بالانحناء أمام الرئيس الصيني يُعد بدوره خطأً بروتوكوليًا، خصوصًا وأن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم قد صافح زوجة شي جين بينغ خلال المناسبة نفسها. جدل محتدم على الإنترنت تراوحت ردود الفعل على المنصات بين الدفاع عن القيم الدينية وانتقاد الأخطاء البروتوكولية. فهناك من رأى أن التمسك بالمعتقدات يستحق التقدير، في حين اعتبر آخرون أن الأعراف الدبلوماسية تفرض تقديم تنازلات لتفادي أي تأويل سلبي. و يعكس هذا الحدث كيف أصبحت الدبلوماسية الحديثة مرهونة بتفاصيل شديدة الرمزية، في وقت تُرصد فيه كل حركة وتُنشر لحظة بلحظة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. تعليقات