شهد مهرجان البندقية السينمائي، مساء الأربعاء، لحظة تاريخية خلال العرض العالمي لفيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. وقد عُرض الفيلم في المسابقة الرسمية لنيل الأسد الذهبي في الدورة 82 للمهرجان (27 أغسطس – 6 سبتمبر 2025). واستمر التصفيق الحار للفيلم، الذي تبلغ مدته 89 دقيقة، على مدى 24 دقيقة متواصلة، وهو رقم قياسي في تاريخ هذا الحدث الفني العالمي. عمل مستوحى من مأساة في فلسطين يروي الفيلم القصة المأساوية للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة ست سنوات، والتي وقعت ضحية القصف الإسرائيلي على غزة في 29 يناير 2024. إذ علقت داخل سيارة العائلة تحت القصف، واتصلت بالهلال الأحمر طلبًا للنجدة، لكن رغم المحاولات المستميتة لفرق الإنقاذ، فارقت الحياة. من خلال هذه القصة، تقدم كوثر بن هنية عملاً يوثق الذاكرة والمقاومة، يُطرح بوصفه صرخة ضد الإبادة المستمرة ودعوة للتضامن الدولي. تصفيق وشعارات من أجل حرية فلسطين عقب انتهاء العرض، علت أصوات القاعة بهتاف «Freedom for Palestine»، فيما رفع بعض الحاضرين الأعلام الفلسطينية. مشهد قوي عكس التزام شريحة من الوسط السينمائي العالمي بالقضية الفلسطينية. سياق يتسم بتعبئة واسعة حتى قبل العرض، كان الفيلم محط أنظار في البندقية. ففي 30 أغسطس، خرج آلاف الإيطاليين في مظاهرة تندد بالمجزرة في غزة وبصمت عدد من الدول الغربية المتواطئ. وقد نُظمت هذه المسيرة بدعوة من ائتلاف Venice4Palestine، وبدعم من جمعيات وشخصيات سينمائية بارزة. وفي رسالة مفتوحة، طالب المنظمون إدارة المهرجان باتخاذ موقف واضح ضد الإبادة في فلسطين. دعم من كبار نجوم السينما العالمية يحظى الفيلم أيضًا بدعم غير مسبوق من أسماء بارزة في هوليوود. فقد شارك براد بيت، يواكين فينيكس، روني مارا، ألفونسو كوارون، وجوناثان غلازر كمنتجين تنفيذيين للعمل، في خطوة تعكس تحولًا لافتًا في موقف هوليوود تجاه القضية الفلسطينية. مسيرة دولية واعدة بعد هذا النجاح الكبير في البندقية، سيمثل فيلم «صوت هند رجب» تونس رسميًا في الدورة 98 لجوائز الأوسكار، المقررة في 15 مارس 2026 بمدينة لوس أنجلوس. وسيُعرض الفيلم في قاعات السينما التونسية ابتداءً من 10 سبتمبر 2025، مع توقعات بتحقيق نجاح دولي واسع، مدفوعًا بموجة التعاطف والتأثر التي يثيرها. تعليقات