تعيش الولاياتالمتحدة على وقع صدمة بعد مقتل تشارلي كيرك، البالغ من العمر 31 عاماً، وهو شخصية إعلامية بارزة في صفوف اليمين المحافظ والمقرّب من الرئيس السابق دونالد ترامب. قُتل المؤثر ومؤسس منظمة Turning Point USA الطلابية بالرصاص في 10 سبتمبر 2025 خلال تجمع في حرم جامعة Utah Valley University بولاية يوتا. وقد أصيب في عنقه ولم يتمكن الأطباء من إنقاذه رغم التدخل السريع. وجه من وجوه اليمين الطلابي الأميركي وُلد تشارلي كيرك عام 1993 في ولاية إلينوي، وبرز منذ صغره في المشهد السياسي الأميركي. فبعمر 18 عاماً فقط، شارك في تأسيس منظمة Turning Point USA، التي تحوّلت إلى حركة طلابية مؤثرة على الجامعات الأميركية، تدافع عن رؤية محافظة وتسعى إلى تقليص دور الدولة. تميز كيرك بقدرته على مخاطبة الشباب مباشرة، سواء عبر المناظرات داخل الجامعات أو من خلال برنامجه الإذاعي The Charlie Kirk Show، ما مكّنه من بناء قاعدة جماهيرية واسعة على المستوى الوطني. ومع مرور السنوات، أصبح من أبرز الوجوه التي تنقل خطاب الترامبية إلى صفوف الشباب الناخبين. فقد كان حاضراً في التجمعات، نشطاً عبر الإنترنت مع ملايين المتابعين، يُحتفى به من قبل أنصاره كصوت قوي للمحافظة، فيما كان يُنتقد بشدة من خصومه بسبب خطابه المنقسم. وغالباً ما كانت تدخلاته تثير تظاهرات مضادة، في انعكاس للاستقطاب الذي جسّده. حادثة إطلاق النار في يوتا في 10 سبتمبر، وخلال مشاركته في نقاش علني بجامعة يوتا فالي، دوّى صوت رصاصة. أُطلقت من مبنى مجاور فأصابت كيرك في عنقه. وقد نُقل على وجه السرعة إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة بعد وقت قصير. المشهد الدرامي ترك أثراً عميقاً لدى الشهود وأثار موجة غضب واسعة في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. ما الذي نعرفه عن مطلق النار ودوافعه؟ تتحلى السلطات الأميركية بالحذر. فقد تم توقيف شخص مشتبه به، غير أن هويته لم تُعلن رسمياً بعد. ورغم انتشار شائعات عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تُؤكد بعد. حتى الآن، يحقق المحققون في جميع الفرضيات: عمل سياسي موجّه، انتقام شخصي، أو فعل صادر عن شخص يعاني من اضطرابات نفسية. المعطيات الأولية تشير إلى أن الرصاصة أُطلقت بشكل منفرد ومخطط له من مسافة بعيدة. ويواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والهيئات الفيدرالية المختصة بالأسلحة النارية تحقيقاتهم الفنية لتحديد مسار الطلقة والسلاح المستخدم بدقة. وإلى حين معرفة الدافع، تدعو السلطات إلى عدم الانسياق وراء التكهنات. رحيل رمزي يتجاوز مقتل تشارلي كيرك البعد الشخصي ليعكس أزمة أوسع. فهو يسلط الضوء على هشاشة الأمن في التجمعات السياسية، وعلى التصاعد المقلق لأعمال العنف في الحياة العامة الأميركية. الرجل الذي بنى نفوذه عبر إعطاء صوت لجيل محافظ رحل فجأة، ليصبح هو نفسه رمزاً لبلد منقسم على ذاته. تعليقات