الهجوم الإسرائيلي الذي نُفِّذ الثلاثاء في الدوحة، وأودى بحياة خمسة من عناصر حماس وعنصر من قوات الأمن القطرية، ما زال يثير ردود فعل متتابعة في العالم العربي وخارجه. رد حازم من دونالد ترامب في تصريح أدلى به الأحد أمام الصحافيين، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيراً إلى إسرائيل، حليفه الإقليمي الأبرز، بعد هذه العملية التي استهدفت مسؤولين من حماس كانوا موجودين في قطر. وقال ترامب: «قطر حليف جيد جداً. على إسرائيل والجميع أن يتوخّوا الحذر. عندما نهاجم أشخاصاً، يجب أن نكون حذرين»، مضيفاً أنه «غير راضٍ إطلاقاً» عن هذا الهجوم. غير أن واشنطن أوضحت في الوقت نفسه أن هذه العملية لن تؤثر على العلاقات الثنائية مع إسرائيل، ما يعكس خط التوازن الدقيق الذي تسلكه الإدارة الأميركية دبلوماسياً. الدور المحوري لقطر يلعب الإمارة الخليجية دوراً أساسياً في جهود الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، التي تشهد حرباً منذ السابع من أكتوبر 2023، عقب الهجوم غير المسبوق لحماس في إسرائيل. كما تحتضن الدوحة المكتب السياسي لحماس وأكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، ما يجعلها لاعباً استراتيجياً لا يمكن تجاوزه في موازين الأمن والدبلوماسية بالشرق الأوسط. الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية أثار ردود فعل غاضبة في العالم العربي. فقد دعت الدوحة المجتمع الدولي إلى «إنهاء سياسة الكيل بمكيالين» التي تُطبَّق، برأيها، على الأفعال الإسرائيلية، وهو نداء وجدت صداه في عدة عواصم بالمنطقة. ويعكس هذا الموقف تضامناً مع قطر، إلى جانب تنامي القلق من تصعيد قد يعرقل المفاوضات الجارية. توازنات دبلوماسية هشة بعيداً عن الخسائر البشرية، يطرح هذا الهجوم أسئلة حول هشاشة التوازنات الدبلوماسية في المنطقة. ومن خلال تحذيره العلني لإسرائيل، يذكّر دونالد ترامب بضرورة الحفاظ على دور قطر كوسيط يُنظر إليه باعتباره قناة لا غنى عنها في السعي إلى هدنة مستدامة. تعليقات