يعتبر التحول الايكولوجي محورا رئيسيا في مواجهة التحديات البيئية مثل تغير المناخ ونضوب الموارد الطبيعية من خلال سنّ السياسات والتشريعات التي تفعّله، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، في سياق ضمان تأثيره على الاقتصاد والمجتمع باعتماد التقنيات الحديثة والابتكار كالطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء والتحسينات في كفاءة استخدام الموارد الطبيعية المتاحة وسط أهمية دور الفرد والمجتمع الذي يمكن أن يجري تأمينه لدعم هذا الانتقال المهم من خلال تغيير سلوكياتهم واختياراتهم الاستهلاكية. كما يتقاطع هذا المفهوم مع الاقتصاد الأخضر الذي يعتبر نموذجاً اقتصادياً يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بشكل مستدام مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ويتضمن استخدام الموارد بكفاءة، وتحفيز الابتكار التكنولوجي لتطوير حلول بيئية، وتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الإعادة والرسكلة في الصناعة والمشاريع الفلاحية والسياحة بالأساس. في هذا الاطار، ينظم المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد، من 16 إلى 18 سبتمبر 2025 ، المؤتمر الأول للتكيف مع التغيرات المناخية من خلال الحلول القائمة على الطبيعة بالشراكة مع الجامعة الكندية للبلديات وبالتعاون مع وزارتي البيئة والداخلية. ويندرج هذا المؤتمر في إطار برنامج العمل المناخي الدامج والشامل للجميع في البلديات التونسية ويشارك فيه ثلة من الخبراء والباحثين وممثلين عن المؤسسات المتدخلة بهدف جعل الحول القائمة على البيئة ركيزة أساسية للتحول الإيكولوجي كما يتضمن برنامج المؤتمر الذي تراهن من خلاله تونس على الحلول القائمة على الطبيعة لدعم التنوع البيولوجي وتعزيز الحوكمة المناخية، لقاءات بين الخبراء المشاركين من تونس وكندا لتبادل الخبرات وورشات تدريبية لمناقشة الحلول البناءة لتعزيز التكيف والقدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية وأبرزت مديرة المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد نائلة العكريمي بالمناسبة، أن الحلول القائمة على الطبيعة تعتمد على الاستفادة من النظم البيئية الطبيعية لمجابهة آثار التغيرات المناخي وتبعاتها مؤكدة أن هذه الحلول التي سيتم بلورتها في شكل توصيات، تتميز بأنها ستكون متاحة وقليلة التكلفة، فضلا عن أنها ملائمة للخصوصيات البيئية لكل جهة ، كما أنها ستساعد في التخفيف من آثار التغيرات المناخية وتعزيز التنوع البيولوجي والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية وأفادت المسؤولة، بأن المؤتمر الأول للتكيف مع التغيرات المناخية من خلال الحلول المستندة الى الطبيعة، يجسد دينامكية جديدة تقوم على تغيير المفاهيم لتصبح فيها الطبيعة رافعا للسياسات العمومية من خلال تطوير القدرات المحلية والحوار البناء بين مختلف الأطراف للتأقلم مع التغيرات المناخية بطريقة عادلة وفعالة وأكثر استدامة يشار إلى أن المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد، هو مؤسسة مستقلة بموجب القانون التونسي ويعمل كمركز للموارد والخبرات وينفذ برامج ومشاريع استشارية ويدعم بناء القدرات في مجالات الاستراتيجيات والسياسات العامة والحوكمة الجامعة والتنمية الجهوية والمحلية. ويرتبط المركز بشراكة استراتيجية مع عدة جمعيات للبلديات الناشطة في مجال التعاون الإنمائي الدولي، فضلا عن الجهات المانحة ووكالات التعاون الدولي . تعليقات