يبدو أننا لن نضع حدًّا أبدًا للسلوكيات الخطيرة على الطرقات، تلك التي تحصد الأرواح أو تكسرها بحوادث تخلّف إعاقات دائمة. مرةً نرى شاحنة (تابعة لوزارة الفلاحة) تنقل كتلًا إسمنتية من دون أي حماية على طريق سريعة، ومرةً أخرى جرارًا – نعم جرارًا – يسير على الطريق X محمّلًا بأغصان مقطوعة من دون أي حاجز خلفي. أما هذه المرة فالأمر يتعلّق بشاحنة ثقيلة تجوب الطريق X في ساعة الذروة، حوالي الثامنة و النصف صباحًا، وهي تنقل حمولة من الآجر... كما يُظهر هذا التصوير الملتقط يوم 2 أكتوبر، فإن الحمولة لم تُثبّت سوى بأحزمة، من دون أي حواجز أو حماية جانبية أو خلفية. يمكنكم تخيّل حجم الكارثة لو انفلت أحد هذه الأحزمة لأي سبب كان. حياة الإنسان، على نفاستها، قد تتوقف أحيانًا على تفصيلة بسيطة كهذه: حزام قد ينقطع. الخطأ على من ؟ أولًا على الشركة التي باعت و حمّلت مواد البناء. ثم على السائق الذي قبل بنقلها في مثل هذه الظروف، في تجاوز صارخ لكل قواعد السلامة. و الخطأ أيضًا على صاحب العمل، الذي لم يوفّر لسائقه الوسائل اللازمة للقيام بعمله كما يجب. إنها مسؤولية جماعية تغذّي مآسي جماعية، بشكل يومي. منعرج غير محسوب فيكون الانقلاب، حزام ينقطع فيحدث الانهيار... كل عناصر الفاجعة مجتمعة هنا، على طريق سريعة و مكتظة. و إذا تجاوز السائق الخطر هذا الخميس فسيعيد الكرة غدًا و بعد غد... إلى أن يقع المحظور. لن يوقفه شيء سوى وقوع الكارثة، إلا إذا تدخلت شرطة المرور و أوقفته قبل أن يحصل ما لا يُحمد عقباه. لقد أصبحنا في حالة من التبلّد إزاء السلوكيات الخطيرة و اللامسؤولة على الطرقات حتى لم نعد نستغرب شيئًا. و مع ذلك، لا يجب أن نتوقف عن التنبيه و التوعية و طرق العقول، فلعلّ أحدهم يستفيق من سباته. و إذا كان ذلك كفيلًا بإنقاذ حياة واحدة أو تفادي إصابة قد تغيّر مسار حياة شخص، فسيكون ذلك كسبًا في حد ذاته. لا وجود لانتصارات صغيرة حين يتعلّق الأمر بسلامة الإنسان. تعليقات