رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وقف فوري لإطلاق النار، أعلنت الدفاع المدني الفلسطيني صباح السبت عن قصف إسرائيلي جديد استهدف عدة مناطق في قطاع غزة. ويأتي هذا التصعيد في وقت أعلن فيه حركة المقاومة حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين ضمن إطار الخطة الأميركية للسلام، التي وُصفت بأنها خطوة نحو «سلام دائم». القصف والدعوة إلى التهدئة أفاد مسعفو غزة بوقوع غارات جوية عنيفة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في وسط وشمال القطاع. وقد طالت الضربات منازل مدنيين، مما فاقم من الوضع الإنساني الكارثي. وجاءت هذه الهجمات بعد ساعات قليلة من بث رسالة مصوّرة لترامب، تعهّد فيها بأن «الجميع سيُعامل بإنصاف» ودعا إسرائيل إلى التوقف الفوري عن القصف. من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش «يستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب فورًا»، والمتمثلة في إطلاق سراح جميع الرهائن، إلى جانب وقف مؤقت لإطلاق النار تحت إشراف دولي. تفاعلات دولية: بين الحذر والتفاؤل رحبت تركيا بما اعتبرته «تقدمًا نحو سلام دائم»، معتبرة أن موافقة حماس تمثل فرصة تاريخية لإرساء وقف فوري لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. أما مصر، الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس، فقد وصفت رد الحركة الفلسطينية بأنه «إيجابي»، معربة عن أملها في أن يقود ذلك إلى تطبيق فعلي للخطة على الأرض وإنهاء الإبادة الجماعية بحق سكان غزة. وفي السياق نفسه، أعلن قطر دعمه للخطة، مهنئًا حماس على «موافقتها»، وداعيًا إلى التنفيذ الفوري للالتزامات المعلنة. وعلى الصعيد الأوروبي، صدرت مواقف متوازية: * في فرنسا، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون الخطوة «قرارًا حاسمًا نحو السلام»، مؤكدًا أن «إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة بات قريبًا»، وأن باريس «ستلعب دورها الكامل» على المستوى الدبلوماسي. * في ألمانيا، وصف المستشار فريدريش ميرتس اتفاق حماس بأنه «أفضل فرصة لإنهاء الحرب» منذ اندلاعها. * في بريطانيا، أشاد رئيس الوزراء كير ستارمر ب«خطوة مهمة إلى الأمام»، متعهدًا بدعم بلاده لمواصلة المفاوضات. * أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فأعرب عن «تشجيعه» إزاء رد حماس، وحث جميع الأطراف على انتهاز الفرصة لإنهاء هذا الصراع المأساوي. منعطف محتمل تنص الخطة الأميركية على وقف كامل لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة، ونزع تدريجي لسلاح حماس. غير أن استمرار القصف الإسرائيلي يترك سكان غزة تحت الأنقاض وتهديد دائم بمزيد من الغارات. الساعات المقبلة ستكون حاسمة: فإما أن تنتصر الدبلوماسية، أو يتلاشى الأمل الهش بالهدنة مجددًا تحت وقع القنابل. تعليقات