تُلقي ظلالُ مأساةٍ عائلية بوقعها على إمبراطورية مانغو. فبعد عشرة أشهر على وفاة إسحاق أنديك (71 عاماً) في 14 ديسمبر 2024 خلال نزهةٍ جبلية في كتلة مونتسيرات (كتالونيا)، باتت العدالة الإسبانية تدرس فرضيةَ جريمةِ قتلٍ محتملة. الوفاة، التي اعتُبرت بدايةً حادثاً عرضياً، موضوعة اليوم قيدَ تحقيقٍ يُجرى بسرّيةٍ قضائية، فيما انتقل الابن البكر للمؤسّس، جوناثان أنديك، المرافقُ الوحيد لحظة الحادثة، من صفة شاهد إلى "شخصٍ مُخضَعٍ للتحقيق" (investigado). حتى هذه المرحلة، لم تُعلَن أيّ ملاحقاتٍ أو توجيهُ تُهَمٍ رسمية. وبحسب معطياتٍ مُضمَّنة في الملف، يُرجَّح أن الضحية سقط من ارتفاعٍ يناهز 100 متر (قرابة 320 قدماً) على مسارٍ معروفٍ بانخفاض خطورته، ما غذّى شكوكَ المحققين. كما دفعتْ تناقضاتٌ بين بعض الروايات الأولية والاستنتاجات الطبّية–الشرعية قاضي التحقيق إلى توسيع دائرة التدقيق، ولا سيما عبر تحليل هاتفِ جوناثان أنديك، بموجب قرارٍ قضائي. العائلة، التي جدّدت علناً دعمَها لجوناثان، تؤكد تعاونَها الكامل مع السلطات، وتعبّر عن قناعتها بأن التحقيق سيُثبت براءتَه. السياق العائلي والمالي استقطب بدوره اهتماماً إعلامياً. فقد أشارت شريكةُ حياة إسحاق أنديك، إستيفانيا كنوت، إلى مناخٍ متوتّر بين الأب والابن على خلفية خلافاتٍ خاصة. كما طُرحت مسألةُ تَرِكة المؤسّس، التي تُقدَّر ثروته بنحو 4.5 مليارات دولار، في عدةِ منشوراتٍ صحفية، من دون أن يثبت حتى الآن أيُّ ارتباطٍ قضائي مباشر بينها وبين التحقيقات الجارية حول الوفاة. على مستوى الحوكمة، واصلت مانغو إعادةَ هيكلتها. وأكّدَت المجموعة تعزيزَ دور توني رويث في الرئاسة غير التنفيذية/رئاسة مجلس الإدارة. وقد غادر جوناثان أنديك مهامَّه التنفيذية في جوان 2025، مع احتفاظه بمنصب نائب رئيس مجلس الإدارة. الشركة، التي توظّف نحو 16 ألفَ عاملٍ وتُدير أكثر من 2,800 نقطةَ بيعٍ في 120 بلداً، امتنعت عن التعليق على جوهر التحقيق، واكتفت بالتشديد على ثقتها في عمل القضاء. حتى الآن، يتعايش احتمالان: حادثُ جبلٍ عرضي وجريمةٌ مُقنَّعة. ويُفترض بالتحقيق المستمر منذ عشرة أشهر أن يُقارن بين العناصر التقنية والزمنية المختلفة قبل التوصّل إلى أيّ استنتاج. وفي غياب أيّ تواصلٍ رسمي من قاضي التحقيق، يبقى الجزمُ بأيّ روايةٍ أمراً سابقاً لأوانه. القضية شديدةُ الحساسية، تتقاطع فيها مشاعرُ العائلة مع المصلحة العامة وسمعةِ أحد أبرز الأسماء في prêt-à-porter الأوروبي. تعليقات