استقرت تحركات أسعار النفط الخام على انخفاض محدود خلال تداولات الأسواق، الأربعاء، وسط ضغوط محادثات السلام وإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما تزامن مع تفاؤل المستثمرين بشأن الطلب الصيني على النفط الخام. وفي هذا الإطار، لا تزال محادثات السلام ووقف الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة والتصريحات حتى الآن إيجابية وتُفيد بأن المفاوضات بنّاءة، حيث رحّب الجانب الأوكراني بعملية السلام، كما أعرب الكرملين عن استعداده لمواصلة الحوار مع الولاياتالمتحدة. وحال التوصل لاتفاق سلام وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فمن المحتمل أن يصاحب ذلك انتهاء العقوبات الغربية بما فيها تلك المتعلقة بصادرات روسيا من النفط الخام، الأمر الذي قد يُعزز الإمدادات النفطية الروسية بأسواق الطاقة العالمية دون قيود، ما يؤثر على تداولات النفط. ولكن على صعيد آخر، وجدت أسعار النفط الخام دعماً من تفاؤل الأسواق بشأن طلب الصين على الخام – وهي أكبر مستورد عالمي لخام النفط – بعدما أعلنت البلاد عن سياسات وتوجهات جديدة تهدف لتعزيز النمو الاقتصادي عبر تنشيط الاستهلاك المحلي. وفي هذا الصدد، أعلنت الصين أنها تعتزم زيادة نسبة مساهمة الاستهلاك في النمو الاقتصادي في البلاد بشكل مطرد بحلول عام 2030، وكذلك، تطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع قطاعات السلع الاستهلاكية. على صعيد المعاملات، تم تداول أسعار عقود نفط برنت الآجلة – تسليم شهر فيفري – عند مستوى 61.80 دولار للبرميل، وفي نفس الوقت، تراجعت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لتسجل 57.92 دولار للبرميل، واستقرت على تراجع بحوالي 0.33% . يذكر ان متابعين يؤكدون ان هذه الحركة الصعودية للأسعار تُعد محاولة لالتقاط الأنفاس أكثر من كونها انعكاساً لاتجاه صاعد واضح، مع الاشارة إلى أن السوق ما تزال تميل إلى الهبوط من الناحية الأساسية، خاصة مع تسعير المستثمرين لاحتمالات ارتفاع فائض المعروض النفطي في عام 2026، في وقت يغيب فيه محفز قوي للطلب قادر على معادلة هذا الفائض المتوقع. كما يعنبرون ان أي تحركات إيجابية قادمة ستكون مدفوعة أكثر بإشارات انخفاض المخزونات الأمريكية وتغطية المراكز المكشوفة، لكنها ستظل مكاسب هشة ومحدودة ما لم تظهر عوامل أكثر دعماً للسوق. اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح. يرجى ترك هذا الحقل فارغا تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك. تعليقات