تُظهر البيانات الصادرة عن منصة Oleista، المختصة في بيع وشراء زيت الزيتون بالجملة والمصنّفة كمرجع عالمي لأسواق زيت الزيتون، أن زيت الزيتون التونسي أقل ثمناً مقارنةً بزيوت الزيتون الإيطالية أو اليونانية. لماذا زيت الزيتون التونسي أقل ثمناً في الأسواق العالمية ؟ للإجابة عن هذا السؤال، تواصل موقع تونس الرقمية مع ليث بن بشير، فلاح ومؤسس النقابة التونسية للفلاحين ومنتج ومصدّر لزيت الزيتون. ويقول بن بشير أن "الأمر شائع حتى في السوق المحلية. ففي سوق قرمدة، مثلاً، يكون ثمن زيتون الوسط والجنوب أعلى من ثمن زيتون الشمال. يعود ذلك إلى مردودية الزيت التي تختلف من منطقة إلى أخرى، وكذلك إلى طلبات السوق". ويضيف أن زيت الزيتون التونسي أقل طلباً للأسف مقارنةً بالزيت الإيطالي أو الإسباني، اللذين يحظيان بقيمة تسويقية أعلى، ما ينعكس مباشرةً على الأسعار. ورغم ذلك، يظل بن بشير متفائلاً، إذ يتوقع تحسن أسعار زيت الزيتون التونسي في الأسواق العالمية بين شهري مارس وأفريل، عند اتضاح الرؤية أكثر بخصوص وضعية السوق. كما لا يستبعد تأثير العامل التسويقي في تشكيل الأسعار عالمياً. فالتسويق، بحسب قوله، يلعب دوراً حاسماً يتجاوز بكثير تكاليف الإنتاج الحقيقية، ويؤثر بقوة على سلوك المستهلك. وتساهم عدة عناصر في رفع القيمة التسويقية للمنتج وتمكين العلامات التجارية من تبرير أسعار مرتفعة، حيث تتجاوز الهوامش التسويقية في أحيان كثيرة الهوامش الفلاحية. ورغم أن تونس تُعد من أكبر المنتجين عالمياً، إلا أنها تخسر جزءاً مهماً من القيمة المضافة: إذ يتم تصدير حوالي 90% من إنتاجها سائلاً (بالجملة)، لتتكفل العلامات الأجنبية فيما بعد بتعليب الزيت وتسويقه، ثم إعادة بيعه بأسعار مرتفعة جداً بفضل تموقع تسويقي متطور. اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح. يرجى ترك هذا الحقل فارغا تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك. تعليقات