قال الخبير في الجماعات الاسلامية والارهابية الأستاذ علية العلاني في حوار مع "تونس الرقمية" إن الخطر الإرهابي الكامن اليوم في تونس يأتي "من الخلايا الداعشية النائمة والذئاب المنفردة ". وفسّر الخبير أن الخطر الموجود الان يتمثل في أن يتحول الدواعش الى تنظيمات مهيكلة ،مفيدا أنهم موجودون في شكل خلايا نائمة تنشط داخل الأوساط الاجتماعية . وأعلن علية العلاني أن الخطر الارهابي الثاني متأت من "الذئاب المنفردة" وهي مجموعة من الارهابيين يتم إختيارهم من القيادات الارهابية اضافة الى تجنيدهم لشخص واحد ليقوم بعملية الذئب المنفرد حسب تعبيره . وأضاف العلاني أن "الذئب المنفرد" يقع تكوينه من الناحية العقائدية والايديولوجية ويتم تمكينه من بعض الاسلحة للقيام بالعملية في التوقيت المناسب الذي يحدده بشكل فردي . وبيّن العلاني أنّ آليات مقاومة الارهاب تكون وفق مقاربة الأمن الشامل أي التي تعتمد على الملاحقة الأمنية وعلى الاصلاحات السياسية والاجتماعية والتربوية والايديولوجية، مشيرا الى أنه تمّ تصفية حوالي 900 إرهابي تونسي ينتمون لداعش وإلى عودة حوالي 550 آخرين منذ أكثر من سنة حسب قوله . وأشار محدثنا الى أن تونس مرّت منذ الثورة بمرحلتين وهما الارهاب الشديد: من 2011 الى 2013 عندما ألغت الترويكا العناصر التي كانت تحمي المنظومة الأمينة في تونس (حراس غابات وأمن دولة ) ومرحلة الارهاب العادي أي من سنة 2014 الى اليوم . وتحدث الخبير في الجماعات الارهابية عن الارهاب العادي معتبرا إياه "الارهاب المختلط بالتهريب" لأن حكومة الترويكا لم تكن لها الخبرة في مقاومة التهريب بل هناك من كان يعتبر بعض العناصر القريبة من السلطة متورطة في هذه الشبكات حسب تعبيره . وتعليقا على إعلان رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن "داعش" على بعد 70 كلم من التراب التونسي قال العلاني أنه "لا يمكن للدواعش الموجودين في سبراطة أن يقتحموا التراب التونسي ولو فعلوا ذلك في شكل حرب كلاسيكية سيقضى عليهم في دقائق "حسب تعبيره . وأرجع عليّة العلاني تأجيل مؤتمر مقاومة الارهاب الى سببين يعودان الى الوضع الداخلي والوضع الاقليمي اضافة الى تواجد خطر الارهاب ومشاكل أخرى "جدية وقد تكون مفتعلة " حسب تقديره. وأشار العلاني الى أنه توجد أطراف سياسية لها "حسابات مع مؤتمر مقاومة الارهاب باعتباره سيوحه الاتهام لمن تسبب به من 2011 الى 2013 وهي حكومة الترويكا " . وأكد الخبير في حديثه عن الامتداد الزمني لتنظيم "داعش" ان "الدولة الإسلامية في العراق والشام زائلة ولن تدوم وهي وجدت لمهمة معينة وهي إعادة تشكيل الشرق الأوسط . وأعلن العلاني أن "داعش في المشرق خاصة في سوريا سيتم القضاء عليها في ظرف سنتين لكن الامر يختلف في العراق خاصة مع تعثر العمليات السياسية والاصلاحات .