بعض الدوائر داخل حركة نداء تونس قد تحرّكت خلال الأيّام الفارطة في اتجاه إقناع وزير التربية الحالي و القيادي في الحزب ناجي جلّول بالترشح خلال المؤتمر التأسيسي للحزب لخطّة الأمانة العامّة كحل وسط من شأنه حسم الصراع حول القيادة و تجنب تواصل تعمّق الخلافات. وتتزامن هذه التحرّكات صلب النداء مع إعلان الأمين العام الحالي محسن مرزوق عن عدم ترشحه لأيّ منصب قيادي سواء في رئاسة الحزب أو خطّة نائب الرئيس أو الأمانة العامّة خلال المؤتمر المرتقب الذي قد يعقد في ديسمبر رغم ضيق الوقت وصعوبة المهمة و ذلك كخطوة أولى نحو نزع فتيل الأزمة. ويذكر أنّ ناجي جلّول يحظى بشعبية كبيرة صلب قواعد نداء تونس وفقا لآخر استطلاعات الرأي. وقد عرف خلال الأزمة الأخيرة بالحياد "الإيجابي" بين شقّي حافظ قائد السبسي ومحسن مرزوق. وكان قد صرّح في حوار أجرته معه جريدة حقائق مؤخرا حول مستقبله داخل النداء و طموحاته السياسيّة قائلا:"أنا حاليا معني بشيء وحيد وهو وزارة التربية.ولكن سأنافس على موقعي في نداء تونس.ولايمكن أن أمارس السياسة دون موقع داخل هذا الحزب.أنا مازلت عضوا في المكتب التنفيذي للحركة. وسوف لن أتخلى عن موقعي في النداء.ونحن في نظام أحزاب برلماني. ومن بين مشاكلنا في الحكومة عدم توفر دعم حزبي قويّ.لا أعرف كم سأبقى في وزارة التربية ولكن لديّ مشروع في هذه الوزارة." هذا وقد أضاف جلّول:"طموحي السياسي قد يصل إلى القصبة(رئاسة الحكومة) أو قرطاج(رئاسة الجمهورية) أو حتّى للأمم المتحدة. لا يمكن أن تمارس السياسة دون طموح.و مشروعي السياسي كما أتصوره ليست له حدود لا في الزمان ولا في المكان." حريّ بالاشارة إلى أنّ تراجع محسن مرزوق عن الترشح لأيّ منصب قيادي من الصف الأوّل في الحزب قد جعل حافظ قائد السبسي بدوره في إحراج أدبي وسياسي حيال الأنصار الذين يرفض جزء منهم توليه الأمانة العامّة أو رئاسة الحزب لاعتبارات متعلقة بفكرة نبذ ما يرون فيه توريثا ينطوي على رسائل غير إيجابية من الناحية الديمقراطية،علاوة عن ضعف تجربته السياسيّة بشكل عام.