تحدث ديوان الافتاء في بلاغ اليوم الجمعة 15 جويلية 2016 ،عن خطر الشائعات على الفرد والمجتمع وموقف الدين الإسلامي منها بعد تواتر أخبار الايام الفارطة تفيد "بوفاة " رئيس الجمهورية .وجاء في نص البلاغ ..خطر الشائعات على الفرد وموقف الدين الإسلامي منهاقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " ( الحجرات 6 ) ، وفي الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " .والشائعة مصدر أشاع ، وشاع الخبر في الناس شيوعا أي : انتشر وذاع وظهر . والشائعة هي الخبر الذي لا يُعلم من أذاعه . فلو سألت من ينقل الشائعة عن مصدرها سيقول لك قالوا زعموا والشائعة غرضها نشر الأخبار الزائفة لإحداث البلبلة والاضطراب والفوضى والفتنة التي قال عنها المولى عز وجل " والفتنة أشد من القتل " ، وإنما كانت الفتنة أشد من القتل لأن القتل يقع على نفس واحدة لها حرمة مصانة أما بالفتنة فيهدم بنيان الحرمة ليس لفرد وإنما لمجتمع بأسره .والشائعة تُعمي عن الحق وعن الصراط المستقيم لقوله تعالى " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ( القصص : 5 ) . وإن نشر الإشاعات سلاح خطير يفتك بالأمة ويفرّق أهلها ، ويسيء ظن بعضهم ببعض ، ويفضي إلى عدم الثقة بينهم ، وهي لا تمر إلا على أصحاب العقول الضعيفة .والإسلام يحرم الشائعة لأنها تمس من أمن الناس واستقرارهم ، وقد سمى القرآن مطلقي الإشاعات بالمرجفين . والشائعة عدها الإسلام جريمة ضد المجتمع ، وصاحبها مجرم في حق دينه وأمته . وعلى الناس أن ينتبهوا الى خطرها وأن يحذروا المساهمة فيها حتى لا ينالهم الإثم المبين .