شهد الشارع التونسي في الآونة الأخيرة تعدد وجهات النّظر حول موضوع عودة الإرهابيين التونسيين من بؤر التّوتر، هذا الملف الذي وُضع مؤخرا على طاولة النّقاش خاصة بعد تحرير حلب في سوريا و إعلان وزير الدّاخلية الهادي مجدوب عن عودة 800 عنصر إرهابي إلى تونس، إضافة إلى اتصال المستشارة الألمانيّة إنجيلا ميركيل برئيس الجمهوربة الباجي قائد السبسي وطلبها ترحيل كل المهاجرين التونسيين غير الشرعيين من ألمانيا في أقرب وقت والذي أثار عديد التساؤلات والاستفسارات الكبيرة في ذهن مختلف الشرائح العمريّة في تونس. ولمعرفة رأي التونسيين في موضوع عودة الإرهابيين التونسيين التابعين لتنظيم القاعدة أو لتنظيم "داعش" الإرهابي من العراق و سوريا و ليبيا توجّه موقع "تونس الرّقمية" إلى المواطنين لإستيضاح آرائهم ومدى تقبله لهذه الفكرة: فكانت مختلف الآراء رافضة رفضا قاطعا لهذه المسألة و أكّدت أنّه "من الضروري العناية بهذا الموضوع و إيلائه درجة كبيرة من الأهمية لما يمثّله من خطورة على المجتمع و على سلامة الأشخاص التّونسيين" . كما أكّد أغلب من حاورناهم أنّ عودة الإرهابيين ستتسبّب في "توتّر وضع البلاد و انتشار حالة من الفوضى وارتفاع نسبة العمليات الإرهابيّة خاصة أنّ هؤلاء الإرهابيين تعودوا على سفك الدّماء و أصبح القتل بالنّسبة لهم مورد رزق و مصدر لجمع الأموال"، و أضافوا أنّ هذه المجموعات الإرهابيّة تدرّبت تدريبا قاسيا و محكما على مختلف أنواع الأسلحة و القتال و تونس ليس لها المنظومة الأمنية القادرة على التّحكم أو مراقبة هؤلاء الإرهابيين. حول التّدابير اللّازمة التي يجب على الحكومة التّونسيّة اتخاذها ضدّ هؤلاء الإرهابيين العائدين؟ تنوّعت الشهادات لكن النّتيجة واحدة فهناك من قال أنّه من الضّروري وضع هؤلاء الإرهابيين في السّجون، لكن يجب أن تكون هذه السّجون خاصة بهم حتى لا يتأثّر بهم سجناء آخرين خاصة من تكوّنت لهم نقمة على المؤسسة الأمنية. و قال أشخاص آخزين أنّه من الضّروري أن ينال كل من تلطخت يديه بالدماء عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد على أن تكون هذه السّجون في أقصى الجنوب ليكون عقابهم شديدا، يناسب هول الجرائم التي ارتكبوها في حقّ شعوب أخرى، فيما شدّد العديد على ضرورة أن تُفعّل تونس قانون الإرهاب ضدّ العائدين من بؤر التّوتر و تقوم بإعدامهم على دُفعات… في ما قال البعض الأخر أنّ الدّولة التونسيّة يجب أن لا تقبل بعودتهم أصلا و أن ترفض فكرة إعادة إدماجهم داخل المجتمع التّونسي مبيّنين أن الإرهاب هو صناعة غربية إسرائيلية و يجب على هذه الدّول أن تتحمل مسؤولية هذه الصناعة. موقف التونسيين من الجهات السّياسيّة التي رحّبت بعودة الإرهابيين قال عدد كبير ممن حاورتهم "تونس الرّقميّة" أنّ هذه الجهات السياسية معروفة وهي المسؤولة منذ البداية عن صناعة الإرهاب و إرساله إلى دول مجاورة للتدرّب، فليس من الغريب الآن أن تتبنى هذه المجموعات الإرهابيّة و تدعوا إلى قبولهم بيننا. و تعليقا على هذه النّقطة شدّد البعض على ضرورة استقلال القضاء الذي سيكون له دورا حاسم في هذه المسألة حسب قولهم، مؤكدين أنّ الشّعب التونسي شعب متحضّر و منظّم لا يقبل الدّخول في دواّمات من العنف و هنا يجب أن يكون للأمن قبضة من حديد لتجنيب تونس حمّامات من الدّم. و أضاف محدثونا أنّه من الضّروري على كلّ تونسي تورّط جاره أو قريبه أو أحد المحيطين به أن يتّجه فورا إلى الجهات المعنيّة و يعلم الأمن كي يتمّ اتخاذ الإجراءات اللّازمة في حقّه ويتمّ تسليط العقاب الضّروري عليه ليتحمّل جازة ما اقترفت يداه. خوف شديد غلب على مختلف الشّهادات في خصوص هذه المسألة حتى أنّ هناك من قال أنّه يفضل ا"لعيش في كوخ و في مكان مهجور على أن يكون جاره إرهابيّ". ويبقي السّؤال المطروح كيف ستتعامل الحكومة التونسيّة مع هؤلاء الإرهابيين؟ و ماهي القرارات التي يجب اتخاذها في حقّهم؟