اتهم كل من عادل التيويرى المدير العام السابق للأمن الوطني وجلال بودريقة المدير العام السابق لوحدات التدخل، رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية الأسبق في نظام بن علي، بمنع انتشار الجيش بمدينة القصرين بداية من يوم 7 جانفي 2011 وذلك رغم إعلامه بحالة الاحتقان واستحالة مجابهة قوات الأمن للأوضاع فى هذه المدينة انذاك. وصرح جلال بودريقة خلال جلسة المكافحة التى التأمت، عشية الاثنين 12 ديسمبر ،بالمحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بالكاف، أن رفيق بلحاج قاسم أعطى تعليماته لعادل التيويرى للاتصال بالفريق أول رشيد عمار لإعادة الجيش إلى الثكنات بعد خروجها منها بلحظات. وأكد عادل التيويرى هذه الرواية، مضيفا أن هذا الإجراء شمل منطقتي تالةوالقصرين فحسب، وأنه إتصل برشيد عمار وأعلمه بهذا القرار. أما رفيق بلحاج قاسم فقد نفى أن يكون قد تم إعلامه بالحالة الحقيقية لقوات الأمن خاصة وأن التقارير التي قدمت له، حسب قوله، كانت تؤكد أن قوات الأمن مازالت فى ذلك الوقت قادرة على مجابهة الأوضاع. ومن جهته أكد يوسف عبدالعزيز قائد قوات حفظ النظام سابقا فى جهة تالة، أنه تم إعلامه يوم 8 جانفي بأن وحدة من الجيش اتجهت إلى تالة ثم تراجعت بعد قليل دون معرفة الأسباب الحقيقية لهذا التراجع. وقد شهدت الجلسة تبادل التهم حول حقيقة القيادات الأمنية ودورها فى جهة القصرين، خاصة بعد أن أكد بودريقة أنه كان في سيدي بوزيد وأنه أرسل يوسف عبدالعزيز إلى تالة، مضيفا أن منصف كريفة كان يقوم بدور القيادة بالقصرين، بما دعا لسان الدفاع للمطالبة بإجراء تحقيق معمق فى المكالمات الهاتفية والتثبت في حقيقة الأمر وتحديد المسؤوليات بحثا عن الحقيقة وحرصا على تحقيق محاكمة عادلة لكل المتهمين. يذكر أن المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بالكاف، كانت قررت مساء أمس الاثنين تأجيل البت في هذه القضية إلى يوم 26 ديسمبر الجاري.