تونس الصباح تشهد المعاملات التجارية والمصرفية في السنوات الاخيرة نقلة هامة وتطورا كبيرا في النواحي العملية التكنولوجية حيث بات التعامل بالبطاقات البنكية يتسع وينمو وأصبح تقريبا لكل مواطن يعمل سواء في القطاع العمومي أوالخاص بطاقة سحب بنكية أوبريدية. وقد سجلت سنة 2007 ما يزيد عن ال24 مليون عملية مالية ومصرفية بواسطة البطاقة الالكترونية. وهوما يدل على ترسخ ثقافة جديدة لدى التونسي قوامها التعامل بواسطة بطاقات السحب والدفع سواء كمستهلكين أوكتجار خاصة في ظل تعامل جل التجار اليوم بالطرف الدافع بعد أن أصبح عدد من المواطنين يفضلون اقتناء حاجياتهم بواسطة البطاقات الالكترونية. لكن هذا العدد ظل منخفضا أمام تواصل ريبة التونسي من الدفع بواسطة بطاقته الالكترونية والاقتصار فقط على استعمالها في عمليات السحب من الموزعات الآلية. ويرجع البعض ذلك الى قلة الثقة في المنظومة وعدم التأكد من سلامتها الامنية. تطور متواصل وشهدت البطاقات البنكية تطورا ملحوظا في السنوات الاخيرة حيث بلغ عددها الى موفى السنة الفارطة مليونا و277 ألفا و548 بطاقة بعد أن كانت سنة 2006 في حدود 1099578 بطاقة وسنة 2005 في حدود ال951 الفا و798بطاقة وهوما يعني ان المعاملات التجارية بالبطاقة تعوض تدريجيا التعامل بالسيولة والصكوك البنكية. وتنقسم البطاقات البنكية الى خمسة أنواع وهي: بطاقات السحب بطاقات سيب بطاقات ماستر كارد بطاقات فيزا وبطاقات امريكان اكسبريس. وابرز المعاملات تتم ببطاقات سيب التي تجاوزعددها ال395 ألف بطاقة في موفى السنة الماضية تليها البطاقات البنكية ذات المعاملات الدولية (فيزا) والتي بلغ عددها أكثر من 592 الفا ثم بطاقات «ماستاركارد» والتي بلغ عددها 116 الفا و375 بطاقة في نفس السنة. وفيما يتعلق بالموزعات وشبابيك الاوراق النقدية المتواجدة اليوم في أغلب فروع البنوك بمختلف مناطق الجمهورية فقد بلغ عددها إلى غاية نهاية سنة 2007 ال1100 موزع بينما كانت في حدود ال847 سنة 2006 و729 سنة 2005 و615 موزعا آليا سنة 2004. وبخصوص العمليات المالية المنجزة بواسطة البطاقات البنكية فقد بلغت خلال السنة الماضية قرابة 24 مليون عملية في حين لم تتجاوز ال20,4 مليون عملية سنة 2006 وال17,399 مليون عملية سنة 2005 وال13,580 مليون عملية سنة 2004. وتتوزع هذه المعاملات على قرابة 21 مليون عملية منجزة بواسطة البطاقات المحلية وأكثر من 3 ملايين عملية منجزة في تونس بواسطة بطاقات أجنبية وحوالي مليون و561 الفا عملية منجزة بالخارج بواسطة بطاقات بنكية تونسية. أما عدد التجار المتعاملين بالبطاقات البنكية فقد بلغ عددهم إلى موفّى سنة 2007 ما يزيد عن ال12 الفا و667 تاجرا بعد ان كانوا سنة 2006 في حدود 11 ألفا و435 وبلغ عدد مطارف الدفع الالكتروني 8577 مطرفا في حين لم تتجاوز سنة 2006 ال7504 وسنة 2005 ال6577 وسنة 2004 ال5535. المعاملات المالية الالكترونية بالبريد والى جانب عدد الفروع البنكية الهائلة التي تتوزع على مختلف البلاد فان البريد التونسي بدوره شهد نقلة نوعية هامة جعلت منه أفضل "البنوك" في الوقت الراهن في البلاد. حيث تطورت معاملاته وتعددت خدماته. من ذلك تزايد شبكة الموزعات الآلية للاوراق المالية التابعة له والتي بلغت لغاية شهر فيفري الماضي 89 موزعا موزعة على مختلف مناطق الجمهورية مرتبطة فيما بينها وكذلك بالمنظومة البنكية، وبالتالي تقدم الخدمات المالية اللازمة لفائدة حاملي مختلف البطاقات الالكترونية التابعة للبريد أو البطاقات التابعة لجميع المؤسسات البنكية. وهناك ثلاثة أنواع من البطاقات الالكترونية التابعة للبريد التونسي أولها بطاقة أ- دينار e-dinar التي انخرط فيها ما يزيد عن ال35 الفا و775 والتي تمكن من سحب الاموال من مختلف الموزعات الآلية للاوراق المالية البريدية والبنكية وكذلك خلاص مختلف الخدمات عن بعد عبر شبكة الانترنات و66 ألفا و352 مستعملا لبطاقة «فيزا الكترون» التي تخول لصاحبها خلاص المشتريات لدى المغازات والمحلات والفضاءات التجارية المجهزة بالآلات الطرفية إضافة إلى عمليات السحب من الموزعات الآلية للاوراق المالية والخلاص عن بعد. وكذلك نجد بطاقة الدينار الالكتروني «UNIVERSEL» للبريد التونسي والتي أصبحت تمثل حافظة نقود إلكترونية تمكن صاحبها بصفة دائمة كامل السنة من خلاص المشتريات والخدمات عبر الانترنات وكذلك سحب الاموال من كافة الموزعات الآلية للاوراق المالية.وقد بلغ عدد بطاقات الدينار الالكتروني «UNIVERSEL» 357 الفا و400 بطاقة خلال السنة الماضية. وبالنسبة لمجموع عمليات السحب عبر الموزعات الآلية للاوراق المالية التابعة للبريد التونسي فقد بلغت 044.570.2 عملية سحب خلال سنة 2007 ومثل هذا الرقم زيادة ب61.8 بالمائة عن السنة التي سبقتها وهورقم له عدة دلالات ايجابية. وهذه الارقام الخاصة بالبطاقات الالكترونية والبنكية تعد مؤشرا هاما يؤكد تطور المعاملات التجارية الالكترونية في تونس ويؤكد وعي التونسي بأهمية هذه المعاملات على مستولى المردودية وربح الوقت وسرعة المعاملات. لكن مازالت عديد النواقص ترافق هذه المنظومة ومن المفروض مواكبة الخدمات الجديدة التي توفرها المصارف على غرار مزيد استعمال البطاقة البنكية في الدفع وليس في السحب فقط فضلا عن اعتماد منظومة الدفع المؤمن لخلاص الفواتير وغيرها.