تونس الصباح: الأخبار الواردة من محيط ادارة الدورة الجديدة (دورة صائفة 2008) من مهرجان قرطاج الدولي تفيد بأن الملامح العريضة لبرنامج هذه الدورة ستكون كالعادة فنية غنائية بالأساس وهو للأمانة توجه تقليدي تأسّس عليه تاريخيا هذا المهرجان الدولي العريق الذي لا يزال على ما يبدو صامدا ويحاول القائمون عليه الايحاء بانه (المهرجان) لا يزال يمتلك مشروعا و«رسالة» ثقافية ترفيهية لم تستنفد بعد اعراضها.. وبعيدا عن كل اشكال «الغمز او اللمز» نبادر بالقول بأننا بدورها كمتابعين لازلنا نعتقد في اهمية ان يتواصل هذا المهرجان العريق لانه يمثل مناسبة سنوية تنفتح فيها للعموم نوافذ على اشكال متنوعة من الابداعات الفنية العربية والأجنبية.. اذ لا يجب ان تسقط ذاكرتنا الجمعية من حسابها بان مهرجان قرطاج الدولي كان بمثابة البساط السحري الطائر الذي يأخذنا سنويا في رحلة تطل من خلالها ومن على ابداعات فنية ثقافية ممتعة قادمة الينا من جميع قارات العالم. صحيح انه قد اتى على مهرجان قرطاج الدولي حين من الدهر تداخلت فيه اختياراته الثقافية وان بعض هذه الاختيارات اصبحت ذات توجه «تجاري» اكثر منه ثقافي.. ولكن هذا لا يمنه من القول بأن مهرجان قرطاج الدولي لا يزال يمثل «فكرة» ثقافية ترفيهية جميلة وذات مقاصد نبيلة. دورة صائفة 2008 حفل افتتاح دورة صائفة 2008 لمهرجان قرطاج الدولي سيكون على الأرجح تونسيا مائة بالمائة وسيخصص لتكريم الفنانة التونسية الكبيرة الراحلة صليحة من خلال عرض موسيقي غنائي تردّد فيه اصوات تونسية من اجيال مختلفة مجموعة من اغاني هذه المطربة التونسية الخالدة.. العرض سيحمل اسم «أم الحسن غنّات» وهو يتضمن احالة على عنوان واحدة من أجمل واشهر اغاني الراحلة صليحة. ايضا، ستكون هناك حفلات فنية يحييها عدد من الفنانين التونسيين والعرب مثل صابر الرباعي وأمينة فاخت وماجدة الرومي وصوفية صادق وربما ملحم بركات.. هذا فضلا عن السهرات المخصصة لنجوم شركة «روتانا» التي تجدّد عقدها مع ادارة مهرجان قرطاج الدولي.. وفي انتظار أن تتوضّح صورة بقية العروض التي ستؤثّث سهرات دورة صائفة 2008 من مهرجان قرطاج الدولي وبخاصة منها العروض الاجنبية يبقى الامل معلقا في ان ينفتح مهرجان قرطاج من جديد على العروض المسرحية التونسية والعربية.. فالمسرح فن جميل وله جمهوره ولا يعقل ان «يقاطعه» مهرجان قرطاة الدولي مثلما فعل في دورة الصائفة الماضية.