عندما تغادر العاصمة وتعود اليها ليلا يشدك جمالها عن بعد..باضوائها التي تتلالا..فتبدو عن بعد وكانها في حفل عرس جماعي كبير..بفوانيسها الزاهية المتعددة الالوان.. ولا تمتلك الا أن تستحضر ما تغنى به بعض ابائنا واجدادنا عن " تونس في الليل ".. التي ينتصر فيها التنويرالعمومي (الابيض )على الظلام الموحش..والسواد الحزين.. و عندما تقترب من مداخل العاصمة أكثر تسعد باضواء المحولات الجديدة..والطرقات ذات الاتجاهين التي احدثت في مختلف الاتجاهات.. في ظرف سنوات معدودات.. بفضل جهد نخبة من الكفاءات.. من التونسيين والتونسيات.. لكن سعادتك سرعان ما تهتز..ما ان تصل الى طرقات وشوارع رئيسية وثانوية داخل المدينة وضواحيها.. مثل الطريق الرابطة بين سيدي حسين السيجومي وحي الزهور.. أو بعض طرقات احياء التحرير والتضامن وابن خلدون وسكرة وأريانة والنصر والمنارات والمنازه وحمام الانف .. حيث تنتقل الى ما يشبه الظلام الدامس.. ومع مراعاة عنصر ارتفاع تكاليف الطاقة.. وتزايد اعباء البلديات بعد ارتفاع سعر المحروقات.. فان السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نضع على حافتي بعض الشوارع ما بين 4 و8 من الفوانيس في كل مائة متر.. مقابل غياب كامل للتنوير في البقية.. هل لايمكن اعادة النظر في خارطة الفوانيس والتنوير..لتعميم الاضاءة.. وان كانت محتشمة.. وتجنب كل سيناريوهات الاختلال.. خاصة أن التجارب اجمعت على ان التنوير يساعد على تخفيف نسبة حوادث المرور والجرائم الليلية بانواعها..