القصة "بسيطة جدا" رغم غرابتها وصبغتها المثيرة.. الحادثة ليست منشورة في بعض صحفنا المختصة في الاثارة لاغراض تجارية بحتة.. ولا فيما يسمى "الصحف الصفراء" بأوروبا.. بل في صحيفة لومند Le Monde النخبوية العملاقة.. وفي موقعها الالكتروني.. أمس السبت.. يتعلق الامر بطفلين في ال12 و13 من عمرهما تابعا مع طفلة يحوم سنها حول ال10 سنوات.. شريطا جنسيا اباحيا.. ثم قررا تطبيق بنوده ("على بكري") فاغتصبا الطفلة (وهي قريبة احدهما).. مع تصوير الواقعة بالفيديو..ثم عمما المشاهد على زملائهما في المدرسة طوال أسبوع عبرالهاتف المحمول (يحيا العلم).. الى أن تفطنت ادارة المدرسة وعائلات التلاميذ الى الامر.. فاحيل الطفلان والبنت الى القضاء والى الاطباء النفسانيين.. قد يعلق بعض الكهول على طريقتهم مستغربين ومستنكرين.. هذه القصة التي تبدو أغرب من الخيال نفسه.. رغم صبغتها الشاذة نسبيا.. لكني لا اشاطر هؤلاء وأولائك انطباعاتهم.. لان الامر اصبح يتعلق بسلوكيات "شبه مألوفة" ؟؟. ويكفي أن يفتح أحدنا يوميا مواقع الصحف الالكترونية في عدد من الدول العربية والأوروبية ليكتشف الكم الهائل من القضايا التي تنشر عن ممارسات مماثلة.. مراودة فاغتصاب مع تصوير المشاهد ثم بيعها لشركات صناعة "البورنو ".. أو للخلان " المكبوتين ".. وفي صحف احدى الدول المغاربية هذه الايام متابعات دورية لمنحرفين من السياح الفرنسيين والأوروبيين الذين يفتعلون شبكات "دعارة سرية"... ثم يقومون بتصويرالمشاهد لبيعها.. قبل أن يفتضح أمر بعضهم.. ويحالوا على القضاء..؟ بل ان الاغرب من ذلك ان مثل هذه القضايا تتكرر منذ سنوات.. وتشمل تصوير حوادث اغتصاب مراهقين ومراهقات.. وممارسات مثلية أيضا.. (عاشت التعددية).. الاتحاد الأوروبي قررالتصدي لتجار المال في "صناعة البورنو" عبر فرض قيود على القنوات غير المشفرة.. لكن تشريعاته تجاوزها الزمن بحكم الانتشار السريع للقنوات المشفرة.. والانتشار الاسرع لحيل الغاء تشفيرها مجانا.. وعبر كلمات سر تروج في الانترنيت.. ويلتقطها الاطفال.. ما الحل اذن؟ هل هناك مجال لمحاربة شبكات مليارديرات صناعة البورنو في امريكا أوروبا واسيا؟ من العبث التفكير في مثل هذا الخيار.. لان هذه " الصنعة " أصبحت توفر سنويا للمافيا التي تقف وراءها مليارات الدولارات سنويا.. ولها "رجالة" و"بلطجية" يحمونها.. مثل شبكات المخدرات وتبييض الاموال.. ++ الحل حسب جدتي :"عسوا على أولادكم وبناتكم.. "