تونس-الصباح رغم تناوله في أكثر من مناسبة فإن موضوع علاقة الحريف بسيارة الأجرة "التاكسي" يظل يطرح في كل مرة تقريبا نفس الاشكاليات لا سيما فيما يتعلق بعدم احترام قانون التعريفة في صفوف سيارات التاكسي الرابضة أمام المطارات والموانئ. والعودة اليوم إلى طرح هذه الاشكالية تعود إلى عاملين إثنين: أولا: تجربة إحدى صديقاتي مع سائق تاكسي وسلوك هذا الأخير المخالف للقانون وللسلوك الحضاري. وثانيا: اقتراب موسم الصيف ونمو الحركة السياحية وعودة الجالية وهي مناسبة غالبا ما تتفاقم فيها السلوكيات غير القانونية ومظاهر الفوضى في صفوف بعض سواق التاكسي لاستغلال هذه المناسبة أحسن استغلال "في نظرهم طبعا". أما تفاصيل العامل الأول فتعود إلى فترة غير بعيدة حين عودة إحدى صديقاتي من السفر في الساعات الأولى من الصباح وامتطائها لتاكسي من أمام مطار تونسقرطاج باتجاه باب سعدون وبمجرد الخروج من امام المطار شرع السائق في عملية "المساومة" أو لنسمي الأشياء بمسمياتها ونقول شرع في عملية التحيل وأخبر الراكبة أنه سيوصلها بعشر دنانير إضافة إلى المعلوم الموظف على الحقيبة وعندما رفضت الراكبة ذلك وأخبرته أنها لن تدفع سوى المبلغ الذي سيسجله العداد مع دينار واحد معلوم الحقيبة وبعد أخذ ورد وإصرار كل طرف على رأيه عمد السائق إلى انزال الحريفة في الحين (واستجابت هذه الأخيرة إلى رغبته خوفا من ردة فعل غير أخلاقية من طرف السائق الذي بدت عليه ملامح الغضب) أين قضت حوالي نصف الساعة قبل أن تظفر بسيارة تاكسي شاغرة لا سيما وأن في المكان الذي انزلها فيه لم يكن من اليسير الحصول على تاكسي إضافة إلى الوقت الذي تزامن مع وقت الذروة الصباحية لحركة المرور. وأما فيما يتعلق بالعامل الثاني فنشير إلى أن سلوك بعض سواق التاكسي أمام مطارات الموانئ لا سيما فيما يتعلق بظاهرة الفوضى والتسابق لخطف الحرفاء وما بنجر عن ذلك من مشاجرات أمام السياح الأجانب من جهة وتعمد الترفيع في التعريفة والتحيل عليهم للحصول على مبالغ مرتفعة من جهة أخرى. وهذه السلوكيات من شأنها الإساءة إلى بلادنا كوجهة سياحية. ماذا عن عمل الردع والمراقبة؟ لقد تكرر طرح مثل هذه الإشكاليات في أكثر من منبر ومناسبة في وقت سابق وتم في هذا الإطار تقديم جملة من الإقتراحات على غرار التفكير في فتح شباك يخصص للارشاد حول خدمات النقل العمومي ويتولى كذلك عملية المراقبة وقبول التشكيات وتم الانطلاق في تنفيذ التجربة بالتنسيق مع ديوان الطيران المدني والمطارات وذلك بتعيين عوني ارشاد في انتظار تدعيم التجربة وتعميم هذه الشبابيك على باقي المطارات والموانئ. نشير كذلك إلى وجود اقتراحات لتكثيف دورات التكوين والرسكلة لفائدة سواق التاكسي وذلك لتحسين جودة الخدمات المقدمة لحريف التاكسي سواء كان تونسيا أو أجنبيا إلى جانب العمل على إيجاد صيغ لتحفيز السواق على تحسين خدماتهم وعلاقتهم بالحريف وذلك عن طريق تقديم جوائز رمزية وتشجيعية في كل مرة لفائدة أحسن سائق يكون مثالا للأخلاق والاستقامة يقع انتخابه في مسابقة أو تظاهرة تنضم للغرض كما دعا البعض إلى إيجاد صيغ ردعية لمعاقبة المخالفين إضافة إلى العمل على تكثيف عمليات المراقبة على غرار توخي أسلوب الحريف الرقيب... فلماذا لا يتم تنفيذ هذه المقترحات بالشكل والكثافة المطلوبة للحد من تجاوزات بعض السواق وللحفاظ على سمعة القطاع وحمايته من الدخلاء.