حادث المرور القاتل الذي جد أول أمس في قلب العاصمة.. والذي تسبب في سقوط قتلى وجرحى على عين المكان سيفسره أغلبنا كالعادة "بالقضاء والقدر".. و"العمر".. وسنحاول تخفيف مصاب العائلات المنكوبة حسب ما تفرضه تقاليدنا الاجتماعية والثقافية والدينية.. "دفع الله ما كان أعظم".. ولا مجال هنا للخوض في المسائل الفلسفية والعقائدية.. لكن من بين ما قد يكون مفيدا التفكير فيه بصوت عال ونحن على أبواب الصائفة: كيف لا يتكرر مثل هذا الحادث الذي كان من بين ضحاياه كهل في طريقه إلى المستشفى كان يسير في الاتجاه المعاكس بهدوء.. قبل أن تطيرالسيارة التي بها الشاب ومرافقه وتنزل عليه كالصاعقة.. "يجيك البلاء ياغافل"؟؟ ** حوادث من هذا النوع لا ينفع معها تكثيف درويات الامن.. ولا حملات العطلة الامنة.. ولا يافطات التوعية التي يروجها المرصد الوطني للمرور وجمعيات السلامة والوقاية من حوادث الطرقات.. ومثلها حصل مرارا في طرقات ذات اتجاهين بما في ذلك في الطريق السيارة والطرقات السريعة وداخل المدن.. ** ما الحل إذن؟ المطلوب حسب رأيي تكثيف الحواجز (التي قد تكون أشجارا) وسط الطريق عندما يكون ذا اتجاهين.. في نفس الوقت لا بد من دعم جهود أعوان المرور بالات كاميرا تصور سيارات المخالفين.. ورادارت متطورة.. ثم تعرض الصور على سائقي العربات وتفرض عليهم عقوبات مالية قاسية.. على غرار ما يحصل في كل الدول الاوروبية المتقدمة.. حيث عشرات ملايين العربات.. ونسب حوادث منخفضة نسبيا مثل بريطانيا وألمانيا.. كما لا بد من توسيع الطرقات في بعض الجهات.. وازالة الحواجز التي تحجب الرؤية في المنعرجات.. مع تعميم التنوير العمومي ومخفضات السرعة في النقاط السوداء.. في المدن وخارجها..