سائقو اللواجات وخبراء المرور يعلقون مدنين - الصباح: ما الذي يفسرسقوط 17 قتيلا وعدد من الجرحى في حادثين فقط في طريق مدنين بن قردان؟ ولماذا تشهد طرقات الجنوب عموما والجنوب الشرقي خاصة حوادث خطيرة تكون سيارات الاجرة والشاحنات الثقيلة والسيارات السياحية طرفا في عدد منها؟ وهل يعقل ان تشهد نفس المنطقة حوادث تتسبب في انقلاب حافلة بها عشرات التلاميذ.. ثم اصطدام 3 سيارات اجرة بشاحنات.. كانت حصيلة اثنين منها 17 قتيلا وحصيلة الثانية مجموعة من الجرحى ؟ هذه التساؤلات وغيرها كانت محور ندوة نظمت في مدنين يوم السبت الماضي بمبادرة من الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات.. حضر جانبا منها والي الجهة الدكتور محمد نجيب برك الله وثلة من المسؤولين السياسيين والاداريين في المنطقة.. وكبار المسؤولين عن الامن وشرطة المرور الحرس الوطني والحماية المدنية ووزارات التجهيز والنقل والصحة.. الحق في الحياة.. أولى حقوق الانسان المداخلات التي قدمها ممثلو الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات والمرصد الوطني للمرور وبقية ممثلي وزراة الداخلية والاطباء والاعلاميون وسواق النقل العمومي وضعت الاصبع على الداء.. ولفتت الانتباه الى كثير من النقائص في مستوى البنية الاساسية.. و"النقاط السوداء" التي تكون فيها الرؤية ضعيفة بسبب منعرجات تكون في حالات كثيرة غير مبررة.. لأن أراضي الجنوب منبسطة غالبا.. كما أثار بعض المتدخلين موضوع التنوير العمومي لبعض المنعرجات.. والحاجة إلى تركيز مزيد من مخفضات السرعة في طرقات المناطق السياحية ومداخل المدن والقرى وبالقرب من المدارس والمعاهد والاسواق العمومية.. وقد قدم السيد رياض دبو المدير التنفيذي للجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات عرضا تفصيليا حول ارتفاع حجم الخسائر البشرية والمادية والانعكاسات النفسية والعصبية والاجتماعية لحوادث المرور..فيما ركزت مداخلتا والي مدنين السيد نجيب برك الله ورئيس الجمعية عفيف الفريقي على مسؤولية العنصر البشري.. وضرورة تحسين سلوك السائقين عموما وسائقي وسائل النقل العمومي خاصة.. ورفع شعار: "الحق في الحياة.. أولى حقوق الانسان".. شهادات.. وقد كانت الندوة مناسبة للاستماع الى شهادات من أولياء ضحايا الحوادث ومن سائقي سيارات الاجرة الذين حضر عشرات منهم الحدث والنقيب صالح بلقاسم ممثل المرصد الوطني للمرور ومثلي الحرس الوطني وشرطة المرور ونشطاء المجتمع المدني في مجال السلامة المرورية والخبير اسماعيل الينبعي رئيس جمعية الخبراء التونسيين لسلامة الطرقات والطبيبين محمد التركي المختص في امراض النوم وسامية الحافي من قسم المساعدة الطبية بقابس.. وقد أجمعت تلك الشهادات والافلام والصور المصاحبة على اعتبار الحوادث مسؤولية مشتركة بين كل مستعملي الطريق من السائقين والمترجلين وراكبي الدراجات النارية والعادية.. وحالة الطريق.. خاصة في المناطق التي تتكثف فيها السيارات السياحية والشاحنات.. مثل الطريق الوطنية صفاقس بن قردان مرورا بقابس ومدنين.. وطريق جرجيسحومة السوق مرورا بالقنطرة.. وطريق مدنين الجرف.. وقد أعلن والي مدنين عن انطلاق أشغال كبرى لتحسين حالة الطرقات في الجهة.. ستتكثف بعد الصائفة.. ونوه بالعناية الرئاسية بالجهة وببنيتها الاساسية.. السياقة في حالة سكر.. وإرهاق ولفتت بعض المداخلات النظر إلى خطورة السياقة في حالة سكر وارهاق وتحت تاثير النوم.. وقدم الدكتورمحمد التركي الاختصاصي في امراض النوم والدكتورة سامية الحافي بالمناسبة شهادات عن الاصابات في صفوف السائقين الشباب و"المراهقين" والعائدين من الخارج (الذين لا يجلس كثيرا منهم وراء المقود طوال سنوات في المهجر..).. وطالب بعض المتدخلين بالتشدد مع السائقين في حالة سكر..وبتكثيف الرقابة الامنية من قبل سيارات أمن مدنية فيها أعوان بالزي الرسمي يجهزون بالات تصويروكاميراهات ورادارات عصرية.. واقترحوا تمكين فرق المرور في الجنوب بعدد اكبر من السيارات والتجهيزات.. مشاغل أصحاب سيارات الاجرة في المقابل لفت سائقو سيارات الاجرة النظر إلى مشاغلهم ومطالبهم.. إذ أقر هؤلاء بخطورة الحوادث الثلاثة التي كانت 3 سيارات أجرة طرفا فيها مؤخرا في ولاية مدنين لفتوا النظر إلى ظروف عملهم.. بين محطة اللواجات المركزية في المنصف باي بتونس والمدن التي يتنقلون اليها.. ذلك أن ارتفاع عدد السيارات جعلهم ينتظرون أحيانا 72 ساعة للحصول على زبائن 8.. وهو مايعني أنهم يقودون السيارة في حالة ارهاق وتحت تاثير النوم والانفعال.. كما اعتبر بعض سائقي الاجرة أن بقاءهم طوال يومين أو ثلاثة في الانتظار يعني مزيدا من الديون والاعباء المالية.. والضرائب.. دون عمل.. وهو ما يؤثر سلبا على اعصابهم.. كما اشتكوا من طوابير الشاحنات الثقيلة.. التي تدفعهم الى المجاوزة الممنوعة والخطيرة.. واقترح البعض احداث مسلك ثالث للشاحنات الثقيلة في الطريق الوطنية.. للحد من المجاوزات الممنوعة.. التي كثيرا ما تتسبب في حوادث أليمة.. ولا شك أن كل هذه الملاحظات تستحق التفكير والمتابعة.. لكنها لا تبرر المجازفة بحياة مستعملي الطريق.. على ان المسؤولية تبقى جماعية.. ومهما كانت النقائص المحلية في مستوى البنية الاساسية فلا بد من تعميم الوعي بتحسين السلوك المروري.. وبواجب احترام كل الاطراف لقانون الطرقات.. كما لا بأس من تشديد العقوبات المالية للمورطين في التجاوزات.. ولم لا يطالب أصحاب سيارات الاجرة والشاحنات بتعديل سياراتهم عبر تركيز جهاز تحديد السرعة القصوى فيها.. (ب90 كلم في الساعة مثلا) على غرار ما هو معمول به في عدد من الدول؟