التظاهرة الثقافية العلمية التي تنظم منذ صباح أمس بأحد فنادق العاصمة في الذكرى الثلاثين لتأسيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين مبادرة طيبة.. تؤكد وفاء منظميها وكل من ساهم في جلساتها لجيل من الشخصيات الوطنية بنى قبل أكثر من ثلاثين عاما نواة أول حزب قانوني معارض للحزب الدستوري ولبعض سياسات الرئيس الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة وحكوماته.. تداول أمس على المنبر عدد من المثقفين التونسيين والعرب.. وسبقهم الامين العام للتجمع الدستوري الدكتور الهادي مهني وممثلو عدد من أحزاب المعارضة البرلمانية.. وهذا ايجابي.. وفي قاعة الندوة كان بين الحضور شخصيات قيادية في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي لعبت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين دورا رئيسيا في تأسيسها وفي قيادتها الاولى.. بدعم مباشرمن رموز الحزب ومؤسسيه السادة أحمد المستيري ومحمد مواعدة واسماعيل بولحية وحمودة بن سلامة والهاشمي العياري والدالي الجازي(رحمهما الله )..ثم مصطفى بن جعفر وخميس الشماري والصحبي بودربالة والطيب المحسني وعبد الوهاب الباهي.. ورفاقهم.. احياء هذا الحدث يكرس الوفاء لجيل من المناضلين الديمقراطيين في السبعينات والثمانينات بزعامة أحمد المستيري وحسيب بن عمار والاف من مناضلي الكلمة الحرة.. سيما على أعمدة صحف الرأي والمستقبل والطريق الجديد و"ديمقراطية" و"لوفار" والموقف.. من بين مزايا مؤسسي تيار الديمقراطيين الاشتراكيين ورفاق أحمد المستيري على تونس أنهم أقنعوا الجميع منذ السبعينات بضرورة التخلي عن خيار الحزب الواحد والرأي الواحد.. ونشروا ثقافة سياسية معارضة لكنها معتدلة.. تؤمن بالمشاركة وتنبذ منطق "القطيعة" الذي كان سائدا وقتها في الجامعات وخارجها.. وبعد ثلاثين عاما.. يحق لمناضلي هذه الحركة وللديمقراطيين التونسيين أن يقيموا بصراحة.. وجرأة.. حصيلة ما أنجزته.. ايجابا وسلبا.. مع التطلع الى مستقبل المجتمع التونسي.. وفهم تحديات المرحلة القادمة ومشاغل الجديد ومشاكله الجيل الجديد..