لئن تم ضبط الخطوط العريضة للحدث الثقافي الهام الذي ستحتضنه بلادنا في بداية العام القادم والمتمثل في المؤتمر الرابع للناشرين العرب من طرف اتحاد الناشرين التونسيين برئاسة محمد صالح معالج بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية، فإنه لم يتم الحسم بعد في المحور العام لهذا المؤتمر رغم انه تفصلنا عن موعد احتضان تونس لهذا المؤتمر المقرر تنظيمه يومي 9 و10 جانفي، أقل من ثلاثة أشهر ونصف تقريبا. وظل المقترح الذي قدمته هيئة الاتحاد للجنة العليا للمؤتمر معلقا ويتمحور في مضمونه حول «أزمة مهنة النشر في العالم العربي تحديدا مع تقديم جملة من التصورات التي تحمل في تفاصيلها وأبعادها حلولا استشرافية لوضعية الناشرين والنشر في هذه المنطقة بما يساهم في الخروج من مجال التقييم والتشخيص ويدفع نحو الإصلاح وذلك بوضع حلول وفق مناهج عملية و»براغماتية» تنقذ مهنة النشر من خطر الزوال الذي يتهددها لاسيما في ظل الثورة التكنولوجية وتراجع المطالعة والإقبال على الكتاب وغيرها من الإشكاليات الأخرى. في نفس السياق أفاد محمد صالح معالج أن الاتحاد المشرف على تنظيم هذا الموعد الثقافي الهام حسم في بعض المسائل التنظيمية من بينها ما يتعلق بما هو لوجيستي. وأوضح أيضا أنه تم تحديد عدد الضيوف الذي سيكون في حدود 150 ضيفا من الفاعلين في قطاع النشر ومن لهم علاقة بالكتاب والفكر والأدب. يتوزع هؤلاء الضيوف، حسب تحديد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، بين ناشرين ومدراء معارض للكتاب ومختصين في النشر وكتّاب ورجال ثقافة وفكر ومن لهم نظرة وبعد ثقافي واستراتيجي للكتاب والنشر بما في ذلك النشر الالكتروني. من جهة أخرى أكد نفس المصدر أن عملية التنسيق مع وزارة الشؤون الثقافية جارية بنسق حثيث خلال هذه الفترة خاصة في مستوى ما يتعلق بتنظيم المؤتمر الرابع للناشرين الذي يتقارب في موعده مع احتضان تونس لندوة وزراء الثقافة العرب يوم 11 من نفس الشهر، وذلك من أجل الدفع نحو إنجاح مؤتمر تونس ليكون محطة مصيرية وهامة في تاريخ النشر والناشرين. خاصة أن محور الندوة سيكون حول «دور الكتاب والنشر في تنمية واقع الثقافة العربية». لأن غاية المنظمين والهدف المرسوم والمنتظر من هذا المؤتمر هو إصلاح قطاع النشر وإعادة هيكلته وجدولة دوره بما يجعله مجالا يتماشى مع خصوصيات المرحلة وليحافظ على دوره كمجال عمل وتنمية وتشغيل يواكب التطورات ومجريات العصر الثقافية والتقنية والاتصالية والاقتصادية. وهو تقريبا العامل الذي دفع الفاعلين في القطاع لعقد اجتماعات ولقاءات دورية سواء في تونس أو على مستوى عربي وذلك من أجل التحضير لهذا الموعد وضمان الخروج منه بإصلاحات عملية وناجعة، لاسيما في ظل وعي الجهات الرسمية في أغلب البلدان العربية بحجم هذه الأزمة وتأثيرها على رواج الكتاب ومدى الإقبال على المطالعة في المجتمعات العربية بصفة خاصة. في جانب آخر من حديثه حول هذه المسألة ل»الصباح» أفاد محمد صالح معالج أن جميع الفاعلين في مجال الكتاب بما في ذلك الناشرين، عاقدون العزم من أجل إنجاح المؤتمر وذلك بضبط قائمة من التوصيات وعرضها على وزراء الثقافة العرب أو من يمثلهم في هذه المناسبة قصد الدفع نحو إقناعهم وإلزامهم بضرورة العمل على اتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بإصلاح وضع القطاع باعتبار أن التوصيات ستكون بمثابة خارطة طريق لحل أزمة النشر في المنطقة العربية.