اختتمت أمس الدورة الجديدة لمعرض تونس للكتاب، والتي تزامنت مع اختتام الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي أذن بتنظيمها سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي. هذه الاستشارة أملتها الظروف التي يمر بها الكتاب التونسي، والأزمة التي يعيشها منذ سنوات، في ظل غياب القارئ، والفوضى التي يعيشها قطاع النشر. التوصيات التي تمخضت عنها الاستشارة تمحورت حول 7 نقاط رئيسية، هي الكتابة، والخلق والابداع، وحقوق التأليف والنشر واقتصاديات الكتاب ومهن الكتاب، والتكوين والاعلام في مجالي الكتاب والمطالعة. فهل سيكون الخلاص والحل من خلال هذه التوصيات؟ كيف يمكن النهوض بالكتاب؟ وما هي ملامح الأزمة أولا؟ هذه الأسئلة طرحناها على بعض الكتاب والناشرين باعتبارهم من الأطراف المهمة في صناعة الكتاب وترويجه.. فكانت هذه ردودهم.. محفوظ الجراحي (شاعر): مطلوب خطة وطنية للنهوض بالكتاب يشهد الكتاب اليوم اهتماما مركزيا في المشهد الثقافي التونسي، ولعل المبادرات التي اتخذها سيادة رئيس الجمهورية، والدعم الذي توفره وزارة الثقافة من خلال اقتناء كمية من الاصدارات وترويجها في المكتبات العمومية إلا دليل على الاهتمام المتزايد بالكتاب.. إلا أن واقع الكتاب التونسي مازال يستدعي الانشغال، حيث قلّة الاقبال على المطالعة وخاصة الشباب ظاهرة ملفتة. إن الذين يتعللون بمزاحمة التكنولوجيات الحديثة للكتاب، يجانبون الحقيقة، لأن صانعي التكنولوجيا ومبدعيها في الغرب لم يتخلوا عن الكتاب لا في أوروبا ولا الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا في اليابان. لذلك أعتقد أنه لا بدّ من وضع خطة وطنية تبدأ بتحريض الناشئة على مطالعة الكتاب باعتباره خير جليس، وهو الوثيقة التي تبقى مرجعا نعود إليه كل ما احتجنا إلى المعرفة. إن ظاهرة عدم الاقبال على المطالعة تنذر بفراغ ثقافي خطير قد ينعكس على مختلف مجالات الابداع والفنون والأدب، لذلك ليس من الغريب أن نرى تونس بخطة طموحة للنهوض بالكتاب، ولعلّ معرض تونس الدولي للكتاب ومختلف المعارض المنتشرة في كامل مدن الجمهورية تعطي مؤشرا صحيا على الاقبال على المطالعة. كما أقترح وضع برامج وخطط للترغيب في المطالعة انطلاقا من رياض الأطفال إلى المدارس والمعاهد والجامعات، فالذي شب على شيء يشيب عليه. لقد أحببنا الكتاب منذ صغرنا وتعلقنا به فلم تستطع التكنولوجيات الحديثة ان تبعدنا على الكتاب، لذلك لي أمل كبير في أن تنجح هذه الخطة الوطنية للنهوض بالكتاب ما دامت الإرادة موجودة لدى كل الأطراف.