بعد جولة مسرحية ناجحة في عدد من المهرجانات الصيفية وخفوت حمى العروض في تونس وخارجها يجمع المخرج المسرحي منير العرقي صلاح مصدق، يحيى الفايدي، إيمان العظيمي، ميساء ساسي، سارة الحلاوي، زياد المشري، شادي الماجري في عمل مسرحي جديد تنطلق هذه الايام تمارينه. المسرحية مقتبسة عن نصوص قصيرة لتشيخوف سيشتغل عليها العرقي مع يوسف بوعجاجة في التقنية ومحمد صالح المداني في التوضيب العام وجليلة المداني في الملابس. وستنتجها شركة أنس لفنون الركح . هذه المسرحية ستحمل عنوان "القبلة".. عنوان مثير حسب رأينا ويحمل دعوة مباشرة للجدل دفع "الصباح" لان تسال المخرج منير العرقي عما اذا كانت لاختيار العنوان خلفيات معينة ام انه تم الاحتفاظ بالعنوان الاصلي لأنه يؤدي المعنى المقصود بفكرة المسرحية فأجاب ان :".. المسرح مثير للجدل بطبيعته وهي ان يطرح السؤال ولا ينتظر إجابات مسبقة، لأنه يدفع إلى التفكير.. "القبلة".. ومن لا يهتم بالقبل؟.. القبلة تعبير عن الحب، وهي تعوض الكلام.. وهي سلام وتحية وهي كذلك تحية وداع..." وأضاف محدثنا : "أنا في حقيقة الأمر أشتغل على نصوص قصيرة منها المسرحي ومنها السردي من بينها نص غير مسرحي بعنوان "القبلة" واختياري هذا العنوان بالذات ولم أختر "الدب" مثلا أو "موت موظف" أو "مضار التبغ"... وهي كلها نصوص نشتغل عليها في هذه المسرحية لان "القبلة" هي في نهاية المطاف قبلة رمزية كتحية وتكريم لتشيخوف المؤلف الروسي الشهير وصاحب أفضل مدونة نصية مسرحية واقعية على الإطلاق.." الانسان في المطلق منير العرقي له تجارب سابقة في التعامل مع النصوص العالمية وسبق له ان قدم "الكنترباص" لباتريك سوزكيند و"العساس" عن الحارس الليلي لهارولد بنتر و"اللهليبة" عن المحروقات لاميلي نوثمب كما قدم أيضا "أنطيقون" عن سوفوكل بقراءة جديدة للأديب الراحل سمير العيادي، وقد لاقت هذه المسرحيات الترحاب والنجاح وأحبها الجمهور ووجد فيها نفسه لأن العرقي تونسها وقربها من مشاغله ولكن هل سينسج على نفس المنوال في مسرحية "القبلة"؟ في خصوص هذا السؤال وضح منير العرقي ل"الصباح" انه بقطع النظر عن تحية تشيخوف تم توظيف "القبلة" للحديث عن واقع تونس اليوم وقال: "ستعبر عن العلاقات بيننا ودون ان اكشف بعض الخصوصيات لن يشعر المتفرج بان المشاهد التي يتابعها غريبة عن واقعه وهواجسه لأننا نخاطب الإنسان في المطلق نركز على الصراع القائم بين الأفراد كما بين الرجل والمرأة.." أما عن تعامل العرقي مع النصوص العالمية فيقول:" الكاتب المسرحي و"الدراماتورج" غير متوفر في تونس وهو ما يدفع المسرحيين الى الكتابة المنطلقة من الارتجالات والورشات أو يدفعهم إلى الاقتباس والتونسة وفي كل الحالات نحتاج مجهودا اضافيا للكتابة المسرحية الجديدة وقد طالبت في السابق أن نهتم بهذه المسألة كأن نطلق جوائز تحفيزية من بعض الهياكل على غرار "الاتحاد الكتاب" أو غيره من المؤسسات الراعية للرواية والنشر... ورغم غياب النص المسرحي الآني النابع من المعيش اليومي لم يمنعني ذلك من التعامل مع نصوص مسرحية لكتاب تونسيين حيث تعاملت مع عبد القادر اللطيفي في "الرهيب" ومحسن بالنفيسة في "واحد منا "و "حديقة الشيء المعتاد" و"انطيقون" و"ليلة في حلق الواد" مع سمير العيادي.. و"مائة نجمة ونجمة" لحمدي الحمايدي ..ونأمل في تحسين الوضعية مسايرة مع الحراك المسرحي". «ألوان مان شو» لن يعوض العروض المسرحية ولان الحديث ذو شجون فقد تطرقت "الصباح" خلال حديثها مع المخرج منير العرقي الى العودة التصاعدية للمسرحيات ولانحسار ظاهرة "الوان مان شو" التي اكتسحت مؤخرا كل المسارح والاركاح فقال: "رغم اشتغالي على نوعية الوان مان شو أقر وانه ليس نمطا مسرحيا هو عرض ركحي ينتمي إلى العروض الفرجوية التنشيطية التي تنهل من عديد الاجناس الفنية.. هذا لا يقلل من شأن هذه النوعية من العروض وكذلك لا ينبغي ان تعوض العروض المسرحية إذ أن الوان مان شو تجاري خفيف وهزلي.. في حين أن المسرح مبني على الفعل والصراع ولا يعنيه الترفيه والتنشيط . " غاب منير العرقي عن الدورة السابقة لأيام قرطاج المسرحية وقد صرح ل"الصباح" بأنه: "في الدورة الفارطة كانت آجال تقديم المطالب أواخر شهر جوان في حين أن أغلبية المسرحيات جهزت في أواخر نوفمبر لذلك لم نقدم مطلب مشاركة بمسرحية "اللهليبة" أما في هذه الدورة فسنكون مستعدين للمشاركة وننتظر أن تنسينا هنات الدورة السابقة.." وأضاف العرقي أن المشاركة في هذه الدورة ستكون بمسرحية "اللهليبة". اما عن اختلافه مع المدير السابق لأيام قرطاج المسرحية فقد وضح ل"الصباح" بأنه كان أساسا بسبب حرمان العروض التونسية من السوق. وفسّر:" إذ أن عديد المسرحيات لم يحضرها مديرو المهرجانات العالمية ولم يتمكنوا من التعريف بانتاجاتهم وكنت قد حذرت من هذه الوضعية في الندوة الصحفية قبل انطلاق المهرجان ومع ذلك تم تجاهل الامر ولم نتوصل حتى بعناوين المسؤولين على المهرجانات لدعوتهم لمتابعة أعمالنا.. في نهاية المطاف حضورهم كان شكليا وجاؤوا لمتابعة مسرحيات محددة مسبقا وكفى.