خلال 24 ساعة : الحماية المدنية تقوم ب 124 تدخلاً لإطفاء الحرائق    الاستثمارات الصناعيّة المصرّح بها تتراجع ب9,1% خلال النصف الأوّل من 2025    عاجل/ عاصفة قويّة في المتوسّط تعطّل أسطول الصمود    قتيلان إسرائيليان بعملية إطلاق نار على معبر "الكرامة" بين الأردن والأراضي المحتلة    عاجل/ رجل يعتدي على طليقته بسكين في شارع أمام المارة..    حجز مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك قرب إحدى المؤسسات التربوية..    الاساتذة النواب دفعة 2026 يستنكرون إجراء تغيير مقاييس ترتيبهم    عميد المحامين الجديد بوبكر بالثابت يتسلم مهامه    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة السابعة ذهابا    الرابطة الأولى: قطيعة بالتراضي بين الإتحاد المنستيري والنيجيري فيكتور موسى    إنتقالات: المهاجم الجديد للترجي الرياضي يحط الرحال في تونس    موسم الحبوب..البنك الوطني الفلاحي يرفع من قيمة التمويلات    دليل استخلاص الديون في تونس: من التفاهم الودّي الى العُقلة على الأموال والممتلكات    قصر النظر عند الأطفال: الدكتور فهمي نافع يحذر ويقدم نصائح مع العودة المدرسية    قبلي: انطلاق التحضيرات الاولية لانجاز مشروع الزراعات الجيوحرارية بمنطقة الشارب    كرة السلة - شبيبة القيروان تتعاقد مع النيجيري فرانسيس ازوليبي    عاجل : وزير النقل يضع مهلة ب15يوما لضبط روزنامة برامج عمل    الغنوشي: '' البشائر تتأكد شيئا فشيئا خصوصاً بالشمال والوسط الأسبوع القادم.. وكان كتب جاي بارشا خير''    عاجل/ تفاصيل جديدة عن حادثة وفاة امرأة اضرمت النار في جسدها بأحد المعاهد..    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    آلام المفاصل عند الأطفال مع العودة المدرسية: أسباب وطرق الوقاية    سليانة: رفع 372 مخالفة اقتصادية منذ شهر أوت الماضي    المدعي العام الإسباني يأمر بالتحقيق في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة    "يخدعني ويخلق المشاكل".. المعركة الكلامية تحتدم بين ترامب ونتنياهو    عاجل: بذور جديدة وتطبيقات ذكية لمواجهة الجفاف في تونس    مونديال الكرة الطائرة - المنتخب التونسي يفوز على نظيره المصري بثلاثة اشواط نظيفة ويصعد الى الدور ثمن النهائي    الملعب التونسي يفسخ عقد هذا اللاعب..#خبر_عاجل    رابطة ابطال اوروبا : ثنائية كين تقود بايرن للفوز 3-1 على تشيلسي    عاجل/ بطاقة ايداع بالسجن ضد رئيس هذا الفريق الرياضي..    عاجل/ غرق 61 مهاجرا غير شرعي اثر غرق قارب "حرقة" قبالة هذه السواحل..    عاجل/ مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع قرار جديد بشأن غزة..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ تقلبات جوية وأمطار بداية من هذا التاريخ..    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    السجل الوطني للمؤسسات يعلن حزمة إجراءات رقمية جديدة: دفع حصري عن بُعد ومضمون إلكتروني مُحدَّث    هام/ وزير التجهيز يشرف على جلسة عمل لمتابعة اجراءات توفير مساكن اجتماعية في إطار آلية الكراء الممللك..    200 حافلة حرارية جايين من جنيف.. تحب تعرف التفاصيل؟    وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري بعد صراع مع المرض    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    أول سيناتور أمريكي يسمي ما تفعله إسرائيل في غزة "إبادة جماعية"    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    اللجنة الوطنية للحج تستعدّ لموسم 1447ه: ترتيبات متكاملة لضمان أفضل الظروف للحجيج    فرنسا على صفيح ساخن: مليون عامل إلى الشارع لمواجهة سياسات ماكرون    تونس ضيفة شرف مهرجان بغداد السينمائي...تكريم نجيب عيّاد و8 أفلام في البرمجة    تنظمها مندوبية تونس بالتعاون مع المسرح الوطني...أربعينية الفاضل الجزيري موفّى هذا الأسبوع    من قلب القاهرة... عبد الحليم حافظ يستقبل جمهوره بعد الرحيل    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    شهر السينما الوثائقية من 18 سبتمبر إلى 12 أكتوبر 2025    سورة تُقرأ بعد صلاة الفجر لها ثواب قراءة القرآن كله 10 مرات    جريدة الزمن التونسي    بنزرت: إصابات خفيفة في انقلاب حافلة عمّال بغزالة    طقس اليوم: سماء قليلة السحب    عاجل: طلبة بكالوريا 2025 ادخلوا على تطبيق ''مساري'' لتأكيد التسجيل الجامعي..وهذا رابط التطبيقة    جريدة الزمن التونسي    كلمات تحمي ولادك في طريق المدرسة.. دعاء بسيط وأثره كبير    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنت ‬عليها ‬التجاذبات ‬السياسية:‬ أكوام ‬من ‬مقترحات ‬القوانين ‬مهملة ‬في ‬رفوف ‬البرلمان
نشر في الصباح يوم 10 - 10 - 2017

صادق ‬مجلس ‬نواب ‬الشعب ‬خلال ‬الدورة ‬البرلمانية ‬الماضية ‬على ‬69 ‬مشروع ‬قانون ‬2 ‬منها ‬فقط ‬جاءا ‬بمبادرة ‬من ‬أعضائه، ‬أما ‬بقية ‬مشاريع ‬القوانين ‬فإنها ‬مقدمة ‬من ‬الحكومة.‬
‬وقد ‬توحي ‬هذه ‬المعطيات ‬الرقمية ‬بأن ‬النواب ‬لم ‬يستفيدوا ‬مما ‬أتاحه ‬لهم ‬الفصل ‬62 ‬من ‬الدستور ‬الذي ‬منحهم ‬حق ‬ممارسة ‬المبادرة ‬التشريعية ‬من ‬خلال ‬تقديم ‬مقترحات ‬قوانين ‬من ‬قبل ‬عشرة ‬نواب، ‬لكن ‬هذا ‬الأمر ‬غير ‬صحيح ‬لأن ‬جل ‬الكتل ‬اقترحت ‬مشاريع ‬قوانين، ‬أو ‬شاركت ‬في ‬إعدادها، ‬أو ‬تبنتها ‬من ‬خلال ‬التوقيع ‬عليها، ‬وظلت ‬مبادراتها ‬مجرد ‬حبر ‬على ‬الورق ‬وبقيت ‬متروكة ‬في ‬رفوف ‬اللجان ‬التشريعية ‬أو ‬الجلسة ‬العامة.‬
وكشفت ‬نقاشات ‬بعض ‬المبادرات ‬التشريعية ‬سواء ‬داخل ‬اللجان ‬أو ‬خلال ‬الجلسات ‬العامة ‬لمجلس ‬نواب ‬الشعب، ‬أن ‬العائق ‬الأكبر ‬أمام ‬تمرير ‬هذه ‬المبادرات ‬لا ‬يكمن ‬في ‬ضعف ‬صياغة ‬النصوص ‬أو ‬في ‬عدم ‬جدواها ‬وفاعليتها ‬بقدر ‬ما ‬يعود ‬إلى ‬التجاذبات ‬السياسية ‬والخلافات ‬الحزبية ‬وذلك ‬ليس ‬بين ‬الائتلاف ‬والمعارضة ‬فحسب ‬بل ‬حتى ‬بين ‬نواب ‬كتل ‬الائتلاف ‬الحاكم ‬نفسها.‬
‬فلا ‬يوجد ‬على ‬سبيل ‬المثال ‬مبرر ‬مقنع ‬لتعثر ‬مبادرتين ‬تشريعيتين ‬تتعلقان ‬بلجان ‬التحقيق ‬البرلمانية ‬والحال ‬أن ‬جميع ‬الكتل ‬أقرت ‬عندما ‬عجزت ‬لجنة ‬التحقيق ‬حول ‬موضوع ‬الفساد ‬المالي ‬والتهرب ‬الضريبي ‬الذي ‬تم ‬الكشف ‬عنه ‬في ‬ما ‬يسمى ‬أوراق ‬بنما ‬عن ‬مواصلة ‬العمل، ‬أو ‬عندما ‬وجدت ‬لجنة ‬التحقيق ‬حول ‬شبكات ‬التجنيد ‬التي ‬تورطت ‬في ‬تسفير ‬الشباب ‬التونسي ‬إلى ‬مناطق ‬القتال ‬صعوبة ‬في ‬النفاذ ‬إلى ‬المعلومة، ‬أقرت ‬بأن ‬لجان ‬التحقيق ‬البرلمانية ‬لا ‬يمكنها ‬أن ‬تذهب ‬بعيدا ‬في ‬ظل ‬غياب ‬قانون ‬ينظمها.‬
‬كما ‬لا ‬يمكن ‬فهم ‬أسباب ‬عدم ‬فتح ‬المبادرة ‬التشريعية ‬المتعلقة ‬بالتدقيق ‬في ‬المديونية ‬إلى ‬حد ‬الآن ‬والحال ‬أن ‬جميع ‬الكتل ‬تريد ‬معرفة ‬كل ‬المعطيات ‬عن ‬الديون ‬التونسية ‬ولماذا ‬وصلت ‬نسبة ‬المديونية ‬إلى ‬70 ‬بالمائة، ‬ولكنها ‬تغاضت ‬عن ‬هذه ‬المبادرة ‬التي ‬صاغها ‬النائب ‬عن ‬الجبهة ‬الشعبية ‬فتحي ‬الشامخي ‬ووقع ‬عليها ‬عشرات ‬النواب ‬من ‬عدة ‬كتل ‬أخرى، ‬ثم ‬لماذا ‬تم ‬تجاهل ‬المبادرة ‬التشريعية ‬التي ‬أعدتها ‬نفس ‬الكتلة ‬وتتعلق ‬بتجريم ‬التطبيع ‬مع ‬الكيان ‬الصهيوني ‬رغم ‬أن ‬كل ‬الكتل ‬تندد ‬بالاعتداءات ‬المتكررة ‬التي ‬يرتكبها ‬هذا ‬الكيان ‬المحتل ‬في ‬دولة ‬فلسطين، ‬وما ‬هو ‬سبب ‬عدم ‬تمرير ‬مبادرة ‬أخرى ‬أعدها ‬النائب ‬عن ‬آفاق ‬تونس ‬ونداء ‬التونسيين ‬بالخارج ‬رياض ‬جعيدان ‬وتتعلق ‬بتنظيم ‬حالة ‬الطوارئ ‬وهي ‬مبادرة ‬تهدف ‬إلى ‬ملاءمة ‬الإطار ‬التشريعي ‬المنظم ‬لحالة ‬الطوارئ ‬مع ‬الدستور ‬والمنظومة ‬التشريعية ‬الوطنية ‬حتى ‬لا ‬يتواصل ‬إعلان ‬حالات ‬الطوارئ ‬بناء ‬على ‬ما ‬جاء ‬في ‬الأمر ‬سيء ‬الذكر، ‬وهو ‬الأمر ‬عدد ‬خمسين ‬لسنة ‬1978 ‬الذي ‬تم ‬إصداره ‬بمناسبة ‬أحداث ‬السادس ‬والعشرين ‬من ‬جانفي ‬1978، ‬ولماذا ‬لم ‬تحظ ‬المبادرة ‬التشريعية ‬التي ‬قدمها ‬نواب ‬كتلة ‬الحرة ‬لحركة ‬مشروع ‬تونس ‬وتتعلق ‬بتنقيح ‬القانون ‬عدد ‬52 ‬لسنة ‬1992 ‬المؤرخ ‬في ‬18 ‬ماي ‬1992 ‬والمتعلق ‬بالمخدرات ‬بأي ‬نقاش ‬يذكر ‬والحال ‬أنها ‬جاءت ‬قبل ‬مشروع ‬القانون ‬الذي ‬قدمته ‬وزارة ‬العدل ‬في ‬نفس ‬الموضوع، ‬وما ‬الذي ‬حال ‬دون ‬تمرير ‬مبادرة ‬تشريعية ‬تتعلق ‬بتعديل ‬مجلة ‬المرافعات ‬والعقوبات ‬العسكرية ‬قدمتها ‬النائبة ‬عن ‬نداء ‬تونس ‬نجلاء ‬السعداوي، ‬ولماذا ‬تم ‬تجاهل ‬مبادرة ‬تشريعية ‬قدمها ‬النائبان ‬خميس ‬قسيلة ‬وعبد ‬العزيز ‬القطي ‬بمعية ‬نواب ‬من ‬كتلة ‬الاتحاد ‬الوطني ‬الحر ‬ومن ‬الكتلة ‬الوطنية ‬وهي ‬مقترح ‬القانون ‬الأساسي ‬عدد ‬30 ‬لسنة ‬2017 ‬المتعلّق ‬بالمصالحة ‬بخصوص ‬الموظفين ‬العموميين ‬وأشباههم ‬من ‬أجل ‬أفعال ‬تتعلق ‬بالفساد ‬المالي ‬وبالاعتداء ‬على ‬المال ‬العام ‬وقد ‬جاءت ‬هذه ‬المبادرة ‬التشريعية ‬قبل ‬تعديل ‬مشروع ‬قانون ‬المصالحة ‬في ‬المجال ‬الاقتصادي ‬والمالي ‬في ‬اتجاه ‬الاقتصار ‬على ‬المصالحة ‬في ‬المجال ‬الإداري.‬
ثم ‬لماذا ‬تم ‬تمرير ‬المبادرة ‬التشريعية ‬المتعلقة ‬بالمصالحة ‬التي ‬قدمها ‬رئيس ‬الجمهورية ‬وقبر ‬المبادرة ‬التي ‬اقترحتها ‬كتلة ‬الجبهة ‬الشعبية ‬وتتعلق ‬بتنقيح ‬وإتمام ‬القانون ‬الأساسي ‬عدد ‬53 ‬لسنة ‬2013 ‬المؤرخ ‬في ‬24 ‬ديسمبر ‬2013 ‬المتعلق ‬بإرساء ‬العدالة ‬الانتقالية ‬وترمي ‬بدورها ‬إلى ‬تسريع ‬البت ‬في ‬الملفات ‬العالقة ‬من ‬قبل ‬هيئة ‬الحقيقة ‬والكرامة. ‬
بالنبش ‬في ‬أرشيفات ‬اللجان ‬البرلمانية ‬سواء ‬خلال ‬الدورة ‬البرلمانية ‬الماضية ‬أو ‬الدورات ‬التي ‬سبقتها ‬يمكن ‬العثور ‬على ‬عشرات ‬المبادرات ‬التشريعية، ‬وقد ‬حظيت ‬المبادرة ‬عدد ‬45 ‬لسنة ‬2017 ‬المتعلقة ‬بتعديل ‬أحكام ‬القانون ‬عدد ‬21 ‬لسنة ‬1995 ‬المؤرخ ‬في ‬13 ‬فيفري ‬1995 ‬المتعلق ‬بالعقارات ‬الدولية ‬الفلاحية ‬بالمصادقة ‬في ‬جلسة ‬عامة ‬وكان ‬هذا ‬الحدث ‬تاريخيا ‬بامتياز ‬ليس ‬لأن ‬المبادرة ‬مررت ‬بل ‬لأن ‬الموقعين ‬عليها ‬من ‬النهضة ‬والجبهة ‬الشعبية ‬إلى ‬جانب ‬نواب ‬عن ‬النداء ‬وآفاق ‬تونس، ‬وهم ‬على ‬التوالي ‬نوفل ‬الجمالي ‬ومحرزية ‬العبيدي ‬من ‬النهضة ‬وعبير ‬عبدلي ‬ومحمد ‬عبد ‬اللاوي ‬وسفيان ‬طوبال ‬ورمزي ‬خميس ‬ومحمد ‬الناصر ‬جبيرة ‬من ‬النداء ‬ومباركة ‬عواينية ‬ومنجي ‬الرحوي ‬من ‬الجبهة ‬الشعبية ‬ونزهة ‬بياوي ‬من ‬آفاق ‬تونس.‬
أما ‬المبادرة ‬التشريعية ‬الثانية ‬المحظوظة ‬لأنها ‬وجدت ‬طريقها ‬نحو ‬الرائد ‬الرسمي ‬فقد ‬قدمها ‬نواب ‬من ‬كتلة ‬النهضة ‬وتتعلق ‬بتعديل ‬القانون ‬عدد ‬47 ‬لسنة ‬2013 ‬المتعلق ‬بسن ‬أحكام ‬استثنائية ‬تتعلق ‬بإجراءات ‬تغيير ‬صلوحية ‬الأراضي ‬الفلاحية ‬وتغيير ‬وصف ‬الأراضي ‬التابعة ‬لملك ‬الدولة ‬للغابات ‬وتهيئة ‬وتعمير ‬الأراضي ‬الكائنة ‬خارج ‬المناطق ‬المغطاة ‬بأمثلة ‬تهيئة ‬والمخصصة ‬لتنفيذ ‬البرامج ‬الخصوصي ‬لتهيئة ‬السكن ‬الاجتماعي ‬وإحداث ‬المناطق ‬الصناعية ‬ومواصلة ‬العمل ‬بالإجراءات ‬الاستثنائية ‬الواردة ‬به. ‬
ويمكن ‬وصف ‬مبادرة ‬تشريعية ‬ثالثة ‬بالمحظوظة ‬لأنه ‬تم ‬تقدميها ‬من ‬المجتمع ‬المدني ‬وتبنتها ‬كل ‬الكتل ‬لكنها ‬رغم ‬ذلك ‬مازالت ‬في ‬الرفوف ‬وهي ‬عبارة ‬عن ‬مقترح ‬قانون ‬أساسي ‬يتعلق ‬بالقضاء ‬على ‬التمييز ‬العنصري.‬
مبادرات ‬منسية ‬
وتتعلق ‬المبادرات ‬التشريعية ‬المنسية ‬أو ‬المقبورة ‬أو ‬المعلقة ‬في ‬اللجان، ‬بمواضيع ‬مختلفة ‬منها ‬ما ‬يتصل ‬بالحقوق ‬والحريات ‬والأحوال ‬الشخصية ‬ومنها ‬الرامية ‬إلى ‬تجاوز ‬ثغرات ‬قانونية ‬أو ‬إلى ‬ملاءمة ‬النصوص ‬القانونية ‬سارية ‬المفعول ‬مع ‬أحكام ‬الدستور ‬ومنها ‬مبادرات ‬تهدف ‬إلى ‬الحد ‬من ‬الفساد ‬والرشوة ‬وغيرها. ‬
ففي ‬ما ‬يتعلق ‬بالحقوق ‬والحريات ‬والأحوال ‬الشخصية ‬فقد ‬تم ‬قبر ‬مقترح ‬قانون ‬أساسي ‬قدمه ‬النائب ‬السابق ‬والوزير ‬الحالي ‬مهدي ‬بن ‬غربية ‬ويتعلق ‬بتحديد ‬نظام ‬المنابات ‬في ‬الميراث، ‬كما ‬تم ‬تجاهل ‬مقترح ‬قانون ‬أساسي ‬قدمه ‬نواب ‬كتلة ‬الحرة ‬لحركة ‬مشروع ‬تونس ‬ويتعلق ‬بتنظيم ‬سبر ‬الآراء ‬واستطلاعات ‬الرأي ‬وإنجازها ‬ونشرها، ‬ومقترح ‬قانون ‬آخر ‬يتعلق ‬بسبر ‬الآراء ‬قدمه ‬نواب ‬الكتلة ‬الديمقراطية ‬بمعية ‬نواب ‬الجبهة ‬الشعبية.‬
وفي ‬المقابل ‬حظيت ‬المبادرة ‬تشريعية ‬التي ‬اقترحتها ‬النائبة ‬فاطمة ‬المسدي ‬وتتعلق ‬بحذف ‬المهنة ‬من ‬بطاقة ‬الهوية ‬بنقاش ‬صلب ‬لجنة ‬الحقوق ‬والحريات ‬لكن ‬كان ‬ذلك ‬بعد ‬الأوان ‬لأن ‬وزارة ‬الداخلية ‬قدمت ‬مشروع ‬قانون ‬متكامل ‬بتعلق ‬ببطاقة ‬التعريف ‬البيومترية ‬وتم ‬بمقتضاه ‬حذف ‬المهنة ‬من ‬بطاقة ‬التعريف.‬
وقدمت ‬كتلة ‬الحرة ‬لحركة ‬مشروع ‬تونس ‬مقترح ‬قانون ‬يتعلق ‬بمنع ‬إخفاء ‬الوجه ‬في ‬الفضاءات ‬العمومية ‬وقد ‬أثار ‬ضجة ‬كبيرة ‬لكن ‬نقاشه ‬لم ‬يتجاوز ‬المنابر ‬الإعلامية. ‬
أما ‬في ‬مجال ‬مقاومة ‬الفساد ‬فنجد ‬في ‬أرشيفات ‬مجلس ‬نواب ‬الشعب ‬مبادرة ‬من ‬أين ‬لك ‬هذا ‬وتتعلق ‬بالشفافية ‬ومكافحة ‬الإثراء ‬غير ‬الشرعي ‬أعدها ‬نواب ‬التيار ‬الديمقراطي ‬ودافعت ‬عنها ‬النائبة ‬سامية ‬عبو ‬كثيرا ‬لكنها ‬لم ‬تمرر ‬إطلاقا، ‬كما ‬نجد ‬مبادرة ‬أعدها ‬نواب ‬نداء ‬تونس ‬وتتعلق ‬بتنقيح ‬القانون ‬عدد ‬17 ‬لسنة ‬1987 ‬المؤرخ ‬في ‬10 ‬أفريل ‬1987 ‬المتعلق ‬بالتصريح ‬على ‬الشرف ‬بمكاسب ‬أعضاء ‬الحكومة ‬وبعض ‬الأصناف ‬من ‬الأعوان ‬العموميين، ‬كما ‬قدمت ‬نفس ‬الكتلة ‬مقترح ‬قانون ‬يتعلق ‬بالتصرف ‬في ‬الأموال ‬والممتلكات ‬المصادرة ‬واسترجاعها ‬لفائدة ‬الدولة ‬بينما ‬قدمت ‬كتلة ‬النهضة ‬مبادرة ‬تشريعية ‬تتعلق ‬بتضارب ‬المصالح ‬وقدمت ‬مقترح ‬قانون ‬يتعلق ‬بالتصريح ‬بالمكاسب، ‬وظلت ‬كل ‬هذه ‬المبادرات ‬التشريعية ‬في ‬الرفوف ‬بتعلة ‬أنه ‬من ‬الأفضل ‬انتظار ‬مشروعين ‬ستقدمهما ‬الحكومة ‬عما ‬قريب ‬ويتعلقان ‬بالتصريح ‬بالمكاسب ‬وتضارب ‬المصالح. ‬
تجاوز ‬الثغرات ‬
ولتجاوز ‬بعض ‬الثغرات ‬الموجودة ‬في ‬القوانين ‬الحالية ‬بادر ‬عدد ‬من ‬النواب ‬بتقديم ‬عدة ‬مقترحات ‬قوانين ‬مثل ‬مقترح ‬القانون ‬المقدم ‬من ‬كتلة ‬النداء ‬والمتعلق ‬بتنقيح ‬المجلة ‬الجزائية، ‬ومقترح ‬القانون ‬المقدمة ‬من ‬النهضة ‬ويتعلق ‬بحماية ‬الفلاحين ‬من ‬السرقات ‬قدمته ‬كتلة ‬النهضة ‬ومقترح ‬القانون ‬المتعلق ‬بتعديل ‬الفصل ‬172 ‬من ‬مجلة ‬التأمين ‬المقدم ‬من ‬نفس ‬الكتلة ‬ومقترح ‬القانون ‬المتعلق ‬بتعديل ‬الفصل ‬15 ‬من ‬مجلة ‬الغابات ‬وقدمه ‬نواب ‬من ‬النهضة ‬والنداء ‬والحرة ‬والاتحاد ‬الوطني ‬الحر ‬وآفاق ‬والوطنية.‬
ونجد ‬في ‬أرشيفات ‬اللجان ‬التشريعية ‬مبادرات ‬اقترحها ‬النواب ‬مساهمة ‬في ‬عملية ‬الإصلاح ‬الإداري ‬أو ‬لتنزيل ‬أحكام ‬باب ‬السلطة ‬المحلية ‬في ‬الدستور ‬أو ‬لتنقيح ‬القانون ‬الانتخابي ‬على ‬غرار ‬مقترح ‬تنقيح ‬الفصل ‬48 ‬من ‬قانون ‬عدد ‬112 ‬لسنة ‬1983 ‬المتعلق ‬بضبط ‬القانون ‬العام ‬لأعوان ‬الدولة ‬والجماعات ‬المحلية ‬والمؤسسات ‬العمومية ‬ذات ‬الصبغة ‬الإدارية ‬ومقترح ‬قانون ‬أساسي ‬عدد ‬يتعلق ‬بمجلة ‬الجماعات ‬المحلية ‬ومقترح ‬قانون ‬أساسي ‬ومقترح ‬قانون ‬أساسي ‬يتعلق ‬بإعادة ‬تنظيم ‬القانون ‬المتعلق ‬بالانتخابات ‬والاستفتاءات.‬
وهناك ‬مقترحات ‬قوانين ‬أخرى ‬لم ‬تر ‬النور ‬وتتعلق ‬بمسائل ‬بيئية ‬وتنموية ‬واجتماعية ‬منها ‬مبادرة ‬قدمتها ‬النائبة ‬عن ‬الحرة ‬لحركة ‬مشروع ‬تونس ‬مريم ‬بوجبل ‬وتتعلق ‬بمنع ‬إنتاج ‬الأكياس ‬البلاستيكية ‬غير ‬القابلة ‬للتحلل ‬واستيرادها ‬وتسويقها ‬وتوزيعها ‬وأخرى ‬تتعلق ‬بتحجير ‬ومنع ‬إعادة ‬استعمال ‬القوارير ‬الزجاجية ‬المعدة ‬لتعبئة ‬المواد ‬الغذائية ‬أو ‬الشبه ‬غذائية ‬للنائب ‬عن ‬النداء ‬منجي ‬الحرباوي ‬وهناك ‬مقترح ‬قانون ‬يتعلق ‬بالمسؤولية ‬المجتمعية ‬للمؤسسات ‬أعدته ‬النائبة ‬عن ‬الكتلة ‬الوطنية ‬ليلى ‬اولاد ‬علي. ‬ونجد ‬مقترح ‬قانون ‬يتعلق ‬بالنظام ‬العام ‬للتغطية ‬الاجتماعية ‬لفائدة ‬التونسيين ‬بالخارج ‬ومقترح ‬قانون ‬يتعلق ‬باعتماد ‬يوم ‬17 ‬ديسمبر ‬من ‬ضمن ‬الأعياد ‬الوطنية ‬للدولة ‬التونسية ‬وقدمه ‬نواب ‬من ‬مختلف ‬الكتل ‬البرلمانية ‬خاصة ‬نواب ‬سيدي ‬بوزيد ‬مكان ‬اندلاع ‬الثورة، ‬وهناك ‬مبادرة ‬تشريعية ‬تتعلق ‬بسن ‬قانون ‬يتعلق ‬بإجراءات ‬هيكلية ‬لدعم ‬فرص ‬التشغيل ‬وإدماج ‬الشباب ‬بالسوق ‬المهنية ‬قدمته ‬النائبة ‬عن ‬النداء ‬فاطمة ‬المسدي ‬وانتقده ‬نواب ‬النهضة ‬بشدة. ‬
مبادرات ‬جديدة ‬
إلى ‬جانب ‬المبادرات ‬التشريعية ‬القديمة ‬أحال ‬مكتب ‬مجلس ‬نواب ‬الشعب ‬الأسبوع ‬الماضي ‬مبادرة ‬تشريعية ‬جديدة ‬على ‬لجنة ‬الصحة ‬والشؤون ‬الاجتماعية ‬وتتعلق ‬بتنقيح ‬الكتاب ‬السابع ‬والفصول ‬77، ‬78، ‬79، ‬و80 ‬من ‬مجلة ‬الأحوال ‬الشخصية، ‬وأحال ‬مبادرة ‬ثانية ‬على ‬لجنة ‬الحقوق ‬والحريات ‬والعلاقات ‬الخارجية ‬وتتعلق ‬بتنقيح ‬الفصول ‬114 ‬و116 ‬من ‬مجلة ‬حماية ‬الطفل.‬
ولا ‬شك ‬ان ‬تجاهل ‬المبادرات ‬التشريعية ‬التي ‬اقترحها ‬النواب ‬محبط ‬لعزائمهم ‬فهل ‬ستتجاوز ‬كتلهم ‬خلافاتها ‬الضيقة ‬وغيرتها ‬من ‬بعضها ‬البعض ‬وتتوافق ‬على ‬تمرير ‬المقترحات ‬التي ‬مازالت ‬صالحة ‬خلال ‬هذه ‬الدورة ‬البرلمانية ‬وتعمل ‬على ‬إعداد ‬مبادرات ‬تشريعية ‬مشتركة ‬فيما ‬بينها ‬لكي ‬تخفف ‬العبء ‬على ‬الحكومة ‬خاصة ‬في ‬ظل ‬ارتفاع ‬كلفة ‬إعداد ‬النصوص ‬القانونية؟ ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.