«..كلّ هذه العوامل اقتضت ارساء حزب سياسي بديل يأخذ في الاعتبار المطالب الّتي تحرّك وثار من أجلها الشّعب التّونسي في المناطق الدّاخليّة ويكون (الحزب الجديد) قادرا أيضا على تجاوز الصّراعات والنّقاشات الفوقيّة للأحزاب السّياسيّة..». بهذه الكلمات البيّنات تحدّث أخونا النّقابي والسّياسي المخضرم عبيد البريكي وهو يعلن أمس السّبت في ندوة صحفيّة انتظمت بالعاصمة عمّا أسماه «انطلاق المشاورات مع العائلة اليساريّة الموسّعة من أجل اطلاق مبادرة تأسيس حزب يساري جديد» يجمع والعبارة له «شتات اليساريّين ويوحّد صفوفهم». اذن.. هو حزب جديد «يقربع» هنيئا لك به أخي القارئ سينضاف الى «زحمة» الأحزاب الأخرى الّتي تعدّ بالمئات والّتي تؤثّث المشهد السّياسي في تونس اليوم.. بداية.. لا نملك الاّ أن نقول «مرحبا» مادام دستور 2014 وما أدراك يضمن لكلّ انسان تونسي كائنا من كان الحقّ في أن يبعث حزبا سياسيّا شريطة طبعا أن يكون هذا الانسان (المواطن) خلوا من الموانع القانونيّة و»الشّرعيّة».. و»أخونا» عبيد البريكي على ما نعلم خلو بالتّمام والكمال من هكذا موانع.. فالرّجل يا بابا هو أحد الوجوه التّاريخيّة للحركة الطلاّبيّة بالجامعة التّونسيّة.. فهو من أسّس في سبعينات القرن الماضي بمعيّة بعض الطّلبة تيّار «الوطنيّين الدّيمقراطيّين» اليساري الرّاديكالي في الجامعة.. وهو أيضا )عبيد البريكي(من شغل بعد الثّورة ولمدّة أربع سنوات خطّة مستشار لدى منظّمة العمل العربيّة وذلك قبل أن يدعوه رئيس الحكومة يوسف الشّاهد لتولّي منصب «وزير الوظيفة العموميّة والحوكمة» في حكومته الأولى وتحديدا في الفترة ما بين 27 أوت 2016 و25 فيفري 2017.. طبعا،، هذا غيض من فيض.. فالسّيرة الشّخصيّة والنّقابيّة والنّضاليّة لأخينا «عبودة» كما يحلو لبعض أصدقائه أن يدعوه هي أثرى بكثير من هذا الّذي أوردنا.. ولكن وكما تعرفون ليس كلّ ما يعلم يقال.. الحاصيلو،، الرّجل يعدنا ويمنّينا بأنّ حزبه الجديد الّذي انطلق في التّشاور من أجل تأسيسه سيعرف كيف «يأخذ في الاعتبار المطالب الّتي تحرّك وثار من أجلها الشّعب التّونسي في المناطق الدّاخليّة وأنّه (الحزب) سيكون قادرا على تجاوز الصّراعات والنّقاشات الفوقيّة للأحزاب السّياسيّة..» بمعنى أنّه بارك اللّه فيه وهو المدعو عبيد البريكي شهر «عبودة» سيأتي بما لم يستطعه الأوائل من السّياسيّين وقادة الأحزاب الّذين سبقوه و»نزلوا» قبله الى «الميدان» (ميدان اطلاق الوعود السّياسيّة) وهي لعمري «بشرى» تستحقّ أن «نلقفها سخونة» ونزفّها لعموم التّونسيّين الّذين أنهكهم كذب سياسيّيي ما بعد 14 جانفي 2011 ونقول لهم ها قد منّ اللّه عليكم بالفرج يا توانسة وما عليكم الاّ أن تنتظروا قليلا وسترون العجب.. فهذا عبيد البريكي وما أدراك يحيّيكم ويقول لكم اطمئنّوا فقد انتهى عهد اطلاق الوعود والضّحك على الذّقون.. اطمئنّوا فالأسعار ستعود الى «عقالها» وسيكون هناك «رخص» غير مسبوق في كلّ «شيء» وليس في أسعار الموادّ الغذائيّة فقط اطمئنّوا يا توانسة فمحدّثكم هذه المرّة سياسي ونقابي «زرسة» بمعنى محنّك خبر كلّ مجالات العمل والأنشطة النّضاليّة من طلاّبيّة ونقابيّة وسياسيّة وغيرها.. وهو بالتّالي يعرف جيّدا كلّ أنواع «التّمكميك».. تسألني أخي القارئ ما معنى «التّمكميك».. أجيبك.. هي نبتة شبيهة بالبرزنيخ تنبت عادة في الأرض المنبسطة ولها لون ورائحة شبيهان برائحة الماء الّذي لا لون له ولا رائحة.. لذلك.. بإمكانكم يا توانسة أن تسلّموا «أمركم» الى اللّه هذه المرّة وأن تقولوا مطمئنّين «على يديك نحجّو.. يا عبودة».