«كفى استخفافا بالجهة كفى استخفافا بالمرفق العدلي بالقصرين».. «لا لتهميش المرفق القضائي»، هذه أهم الشعارات التي رفعها أمس محامو ولاية القصرين خلال تنفيذهم لإضراب حضوري بيوم تخلّلته وقفة احتجاجية مع حمل الشارة الحمراء احتجاجا على تعطل المرفق القضائي وتم تنفيذ الاضراب بدعوة من الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين. وفي هذا السياق ذكر عماد الهرماسي رئيس الفرع الجهوي للمحامين بالقصرين ل «الصباح» إن إضرابهم جاء احتجاجا على نتائج الحركة القضائية وتردي الوضع المادي للمحاكم بالقصرين، وأضاف ان الحركة القضائية كانت مخيبة للآمال وكرست سياسة «التهميش» و»الحقرة» للجهة باعتبار ان عدد القضاة غير كاف بعد ان تم «تفريغ» المحكمة منهم مما أثر على حقوق المتقاضين كما ان الجلسات بالمحكمة أصبحت «صورية» ومعظمها يتم فيها طلب تأخير القضايا مما أدى الى تراكمها. وأكد الهرماسي انهم يطمحون الى انشاء محكمة ابتدائية ثانية بالقصرين ولكن في المقابل فان المحكمة الحالية بقيت في وضع مترد منذ تاريخ انشائها منذ 1963 ولم يتغير فيها شيء اضافة الى تراكم الملفات والعمل في ظروف قاسية بالنسبة للمحامين وكذلك للقضاة الذين يعملون دون مكاتب كما ان القضاة الذين يتم تعيينهم لا يواظبون على العمل بالجهة ويعملون لمدة عام فقط ثم يطلبون نقلتهم فإضافة الى ان الحركة القضائية كانت غير منصفة حيث تم نقل قضاة ولم يقع تعويضهم فان بعض القضاة الذين رفضوا نتائج الحركة تقدموا بإجازات مرضية طويلة الأمد وكأن مجلس القضاء العدلي لم يأخذ بعين الاعتبار سوى محاكم تونس وصفاقس وسوسة اما البقية فتم التعامل معها بلا مبالاة، وأشار الى ان هذه الوضعية المؤلمة دفعتهم لتنفيذ وقفة احتجاجية وحمل الشارة الحمراء قبل تنفيذ اضراب الأمس كما قمنا بمقابلة رئيسة مجلس القضاء العدلي التي عبرت عن اقتناعها بصعوبة الوضعية بالقصرين باعتبار ان القضاة يرفضون العمل بها فالمواطن اليوم اصبح يدفع ضريبة «الجغرافيا» والمستثمر، كذلك ففيما يتعلق بالمحكمة العقارية بالقصرين فقد وصلت الى حد انه ليس لهم تركيبة ثلاثية لتسيير الجلسات بعد ان تم «تفريغ» المحكمة من القضاة. وأضاف الهرماسي ان مشروع انشاء مقر لمحكمة الناحية والمحكمة العقارية معطل منذ ثماني سنوات الى اليوم واعتبر ان الامر تحول الى مأساة باعتبار ان الدولة تقوم بتسوغ محلات غير لائقة للمحكمتين مما جعل ظروف العمل بهما «مزرية» كما ان محكمة الاستئناف تفتقر كذلك الى مستشارين مما دفعهم للاستنجاد بقضاة من ابتدائية القصرين لتسيير جلسات الاستئناف، وقال الهرماسي «هذه الوضعية أرهقتنا وأرهقت المتقاضين لذلك قمنا بالإضراب ومازلنا سنصعد فنحن نحس أنفسنا بصدد المشاركة في مسرحية باعتبار ان الجلسات التي تتم «صورية»».