انتقد عدد كبير من الجماهير الرياضية اداء حراس المرمى في المنتخب الوطني وفي الفرق التونسية التي شاركت في المسابقات القارية وارجعوا سبب قبول الأهداف الى أخطائهم الشخصية ورأى شق كبير ان هذه الخطة في حاجة الى مراجعة وان الأسماء الحالية لا تبعث على الاطمئنان في المستقبل خاصة وان المنتخب على ابواب المونديال .. فايمن المثلوثي الحارس الاول للمنتخب اتسم اداؤه بالتذبذب في السنوات الأخيرة ولم يقنع مع المنتخب ويتحمل جزءا كبيرا في الهزيمة الثقيلة التي مني بها النجم امام الاهلي المصري.. كما ان معز بن شريفية كان ولازال صاحب امكانيات متوسطة لا غير إلا ان استمرار دعوته للمنتخب الوطني يحجب نقائصه وهو الذي تلقى اهدافا سهلة.. فيما لم يكن فاروق بن مصطفى حارسا عملاقا عندما كان في النادي الافريقي او مع فريقه الحالي.. في البطولة لم نسجل تألقا لافتا لحارس بعينه عدا حارس شبيبة القيروان علي القلعي الذي كان حضوره لافتا رغم تراجع نتائج الفريق.. في حين حكم الخلاف القائم بين هيئة النادي الصفاقسي وحارسه رامي الجريدي على الاخير بالغياب وهو الذي كان من افضل اللاعبين في الفريق.. عن ازمة حراس المرمى في البطولة الوطنية وانعكاسها على المنتخب الوطني الذي بات قريبا جدا من مونديال روسيا تحدثت «الصباح» الى عدد من المختصين فكانت هذه آراؤهم: الناصر البدوي: نفتقد لمواصفات حارس المرمى.. وللكفاءة وقوة الشخصية ان الحديث عن حراس المرمى في تونس يجرنا الى الاعتراف بأننا بتنا نفتقد لمواصفات حارس المرمى.. في السابق لم يكن هناك مدربون خاصون بالحراس وبررنا غياب المواهب الكبرى في هذا الاختصاص لهذا السبب اليوم كل الفرق لها مدربو حراس.. ان الحقيقة تقول ان حراسنا يفتقدون للكفاءة اولا ولقوة الشخصية والحضور ثانيا.. اعترف انني قلق حيال هذا الموضوع وكان الله في عون الاطار الفني للمنتخب الوطني الذي عليه أن يجد الحل دون عاطفة.. واعلم انه يعي بمشكل حراسة المرمى في قرارة نفسه حتى وان قال العكس. أحسن حارس مظلوم أرى ان احسن حارس في تونس حاليا مظلوم في فريقه النادي الصفاقسي وأنا احترم الحارس الهادي قعلول ولا يمكنني ان انقص من استحقاقه في حراسة شباك الفريق .. ولو واصل الجريدي مع الفريق كان بمكانه ان يسد الشغور الحاصل اليوم.. لان مردود البلبولي مع المنتخب لا يدعو للاطمئنان ومنذ سنوات.. في السابق عندما كنا ننشط مع فرقنا كان الحارس منا يمحو 6 و7 أهداف محققة ويكون حاسما في عديد المباريات هذا اصبح مفقود اليوم إلا حارس شبيبة القيروان علي القلعي الذي شاهدته في المباراة الاخيرة ضد اتحاد بن قردان وقد كان حاسما ومنح فريقه الدفع المعنوي لتحقيق الفوز عندما تصدى لأهداف محققة.. صلاح الدين الفاسي: السماسرة سبب البلية كان الانسحاب من المسابقات الافريقية مريرا واعتقد ان النادي الافريقي لم يعد جيدا لهذه المباراة ولم يعط منافسه حجمه الحقيقي اما هزيمة النجم الساحلي فقد فاجأتني كثيرا هذه النتيجة تحصل مع فرق صغرى لا مع النجم الساحلي.. ولا اعتقد ان الحارس ايمن المثلوثي يتحمل لوحده مسؤولية الهزيمة فقد كان الفريق خارج النص والأهلي يتحرك بحرية في كل الاتجاهات نعم اخطأ المثلوثي ولكن ليس لوحده.. وهذا ايضا حال الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي.. وعاد صلاح الفاسي ليقول: في شبان النادي الافريقي هناك عمل كبير على مستوى حراسة المرمى وفي السنوات القادمة سيكتشف الجميع حراس بمستوى كبير اذا ما غابت العرقلة والسعي إلى تحطيم هذه المواهب وادعو الجميع لتذكر هذه الأسماء: احمد العبيدي وإيهاب بوزعنونة وغيث اليفرني.. الا ان الحقيقة الثابتة ان السماسرة افسدوا كرة القدم بتدخلاتهم وحكمت على الفرق الكبرى «بالعقم» ذلك انها كانت تساهم كل موسم في بروز عديد اللاعبين.. وعلى المسؤولين في الفرق الكبرى التصدي لهذه الظاهرة وخاصة رؤساء النوادي وألا يتأثروا بآراء السماسرة.. هذا هو الموجود.. وعلى الجامعة التدخل ان الحديث عن حراس المنتخب الوطني يقودنا للاعتراف بأنه لا يوجد لدينا البديل فهذا هو المتوفر في الوقت الحالي المثلوثي حارس المنتخب منذ سنوات ولديه الخبرة الكافية رغم ان مردوده يشهد تراجعا ولكن لا احد يعرف الاسباب وأجواء التمارين وغيرها.. معز بن شريفية يشهد هو الاخر تراجعا في أدائه.. رامي الجريدي حارس يمكنه ان يكون ضمن هؤلاء ولكن اختلافه مع الهيئة جعل المنتخب يخسر خدماته وعلى الجامعة ان تتدخل لأنه لاعب دولي حتى لا يخسره المنتخب لان مصلحة المنتخب قبل كل شيء وان تحل الامور بين الطرفين بشكل ودي.. العمل على خلق البديل ان اقتراب مونديال روسيا يحتم علينا الاستنجاد بما هو موجود والعمل في المستقبل على خلق جيل من الحراس القادرين على الذهاب بعيدا مع فرقهم والمنتخب الوطني.. ورغم ان الموسم الماضي شهد تألق بعض الحراس على غرار اشرف كرير الذي التحق بالنجم إلا انه اختفى ولازم بنك الاحتياط وحتى علي القلعي الذي هو بصدد تقديم مردود جيد مع شبيبة القيروان فان التعويل عليه اليوم في المنتخب يعد مجازفة لان اجواء المباريات الدولية يتخلف كثيرا عن اللعب في البطولة ويحتاج الى الوقت والخبرة.. اعتقد ان المدرب مطالب بمتابعة حراس مرمى باريس سان جرمان التونسي وإمكانية دعوته كما تحصل متابعة المواهب التونسية في مختلف البطولات الأوروبية.. عادل الهمامي: أزمة موجودة منذ سنوات.. وعلى الإدارة الفنية مراجعة حساباتها ازمة حراس المرمى ليس وليدة اليوم بل هي موجودة منذ مدة وفي المنتخب الوطني لم ننجح في خلق حارس دولي في حجم شكري الواعر يمكنه ان يطمئننا على الشباك.. وشهدت تلك الفترة طفرة في الحراس الممتازين.. اليوم لدينا حراس يصلحون للبطولة الوطنية فقط.. ولكن تعوزنا المواهب لحراس يمكنهم تمثيلنا دوليا وفي كاس العالم القادمة قريبا.. انا لا اعتقد ان الاشكال يكمن في التكوين بل في شخصية الحارس والموهبة وهذه الاشياء تولد مع اللاعب ولا تكتسب.. البلبولي كان حاسما في عدة مناسبات ولكنه اليوم يمر بفترة فراغ وهذا من سوء حظ النجم والمنتخب الوطني وأمام فترة الفراغ التي طالت في خلق حراس مرمى ممتازين يجب ان يتم العمل على ترميم معنويات هذا الحارس.. وألا تقتصر متابعتنا للحراس الاكابر فأصناف الشبان تزخر بالمواهب. وهذا لا يتطلب وجود اصحاب شهائد في الاختصاص والذين تعوزهم معرفة اجواء كرة القدم والمنافسات القارية بل يجب ان تعطى المهمة لحراس خبروا المواجهات الكبرى والحاسمة محليا ودوليا لان الامور النظرية شيء وحقيقة الميدان شيء اخر ومخالف تماما.. ان المنتخب الوطني على اعتاب مونديال روسيا ويجب ان نفكر في مشكل حراسة مرمى المنتخب الوطني وأتمنى عندما يحين موعد خوض المواجهات في هذه المسابقة نكون قد توصلنا الى حل لهذا الاشكال وعلى البلبولي وبن شريفية تدارك أخطائهما وان يجد الإطار الفني حلا لمشكل رامي الجريدي مع فريقه لأنه حسب اعتقادي الحارس الوحيد المنتظم في ادائه في السنوات الاخيرة وأخطاؤه عادية وعودته للمنتخب ستذكي المنافسة بين الحراس من اجل افتكاك مكان في التشكيلة الاساسية للمنتخب.. في انتظار ايجاد الحلول الجذرية لهذه الازمة في المستقبل..