لا يختلف اثنان حول القيمة العلمية والقدرة الميدانية للمدرب المنذر الكبير، وهو ما خول له الانتماء إلى عدد من الأندية البارزة ببطولتنا إما مدربا أو مشرفا على تكوين نخبها على غرار النادي البنزرتي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والترجي الرياضي الذي يشغل به حاليا خطة مدير عام رياضي ومكلفا بإعداد لاعبي النخبة للالتحاق بالأكابر . ونظرا لدرايته الجيدة بواقع كرتنا وبأجواء المنتخب الذي تنتظره مباراة مصيرية يوم السبت القادم ضد المنتخب الليبي، فقد التقته «الصباح الأسبوعي» في هذا الحوار قبل اللقاء: ● تشير بعض الأخبار إلى تلقيك عرضا من النادي الصفاقسي لتدريب الفريق . فإلى أين وصلت المفاوضات ؟. - العرض موجود فعلا ، وهو مثير للاهتمام باعتباري رجل ميدان بالأساس ،يستهويني التدريب الذي أمارسه منذ 20 سنة ، خضت خلالها أكثر من 300 مباراة كمدرب ببطولتنا وأكثر من 50 مباراة على الصعيد الإفريقي ، ولذلك فمن الطبيعي أن ترد علي العروض ، لكنني حاليا متعاقد مع الترجي ، ومحافظ على التزاماتي وتعهداتي معه ، وهذا ما أوضحته لهيئة النادي الصفاقسي ، وهو أن أي اتفاق ينبغي أن يمر عبر رئيس النادي حمدي المدب، وقد لمست لديهم تفهما للأمر ● كيف تقيم مستوى البطولة إلى حد الآن؟ - لم تسجل الجولات المنقضية مفاجآت تذكر، فالأندية الكبرى فرضت كلمتها كالمعتاد ، وهي تتموقع في كوكبة الطليعة ، وجمع بعضها العدد الأقصى من النقاط ، والى جانب ذلك ظهرت أندية أخرى بوجه مشرف على غرار النادي البنزرتي واتحاد المنستير والملعب التونسي ونجم المتلوي ، ولذلك ينتظر أن نشهد منافسة قوية هذا الموسم ● هل ترى من الصائب إيقاف البطولة ب 3 أسابيع للتحضير للمنتخب الليبي ، وهو ما لم يقع عند التحضير لمنتخبي الكونغو وغينيا ؟ - بصراحة أعتقد أن المدرب نبيل معلول اتخذ القرار الصحيح والصائب لسببين جوهريين : أولهما أن مباراة منتخبنا مع المنتخب الليبي لن تكون سهلة ، أو في طريق مفتوح كما يتوقع البعض ، وقد أثبتت التجربة أن المفاجآت والمشاكل لا تحدث إلا في المباريات التي نعتبرها سهلة ،ولذلك لا بد من الإعداد الذهني لهذه المباراة إلى جانب نواحي الإعداد الأخرى. وثانيا لحاجة لاعبي المنتخب الذين انسحبت أنديتهم من المسابقة الأفريقية إلى تجنب الضغوط المختلفة . لقد تعامل نبيل معلول مع الوضع بذكاء وكان قراره صائبا 1000% في تقديري الخاص ● مباراة منتخبنا مع نظيره الليبي لن تكون سهلة . فما المطلوب من منتخبنا ليضمن الترشح ؟ - المنتخب الليبي يحبذ إخراج الكرة قصيرة ،ويملك لاعبين بالرواقين يمتازون بالسرعة ، فلا بد أن نكون جاهزين لذلك ، وأن نحرص على أن يكون افتكاك الكرة عاليا ، وأن نحسن التمركز وإعادته ، وهذا هو مفتاح النجاح والذي لاحظناه ضد الكونغو وغينيا في الدقائق ال 20 الأخيرة . هذه المباراة تتطلب روحا انتصارية عالية من اللاعبين وذكاء وفطنة من المدرب وأنا متأكد أننا سنكون على موعد جديد مع التاريخ يوم 11/11/ 2017 ، للترشح للمرة الخامسة إلى نهائيات كأس العالم، فقد عودنا أبناؤنا أنهم لا يساومون في النتيجة في الخطوة الأخيرة ● ما التشكيلة التي تراها مناسبة للاضطلاع بهذه المهمة ؟ - أثبتت التجارب ضرورة عدم إدخال تغييرات كثيرة على فريق ناجح والذي تجلى بوضوح أمام الكونغو وغينيا ،وقد لاحظنا أن المنتخب يملك نواة أساسية صلبة على غرار المساكني و البلبولي و الخنيسي ومرياح وساسي وبن عمر وعلي معلول الذي يشكل مع المساكني نقطة القوة بالجهة اليسرى ، إضافة إلى الإمكانيات الكبرى التي يتمتع بها آخرون كالخزري والبدري . واعتقد أن المدرب نبيل معلول سيختار التشكيلة التي ستكون جاهزة على جميع المستويات ● هل تعتقد أن الاحتراف أفاد كرتنا فعلا ؟ - لا مجال للمقارنة بين الهواية والاحتراف . في الماضي كان التدرب 4 مرات في الأسبوع، أما اليوم فقد أصبح اللاعب يخضع إلى تمارين مختلفة على امتداد الأسبوع، حتى يكون متوازنا من جميع النواحي ، ويقدم أفضل ما لديه يوم المباراة . وهنا ألح على طبيعة العلاقة بين المدرب واللاعب ، وهي أنه عندما يغرق المدرب اللاعب في التمارين فلكي يمكنه من توظيف كل طاقاته يوم المباراة، إضافة إلى أن دور اللاعب ليس اللعب فقط ، بل هو قدوة للآخرين وخصوصا المعجبين من الشبان ،لذلك يجب أن يكون المثل الأعلى في سلوكه وأدواره الاجتماعية فالاحتراف هو إنجازات رياضية ومواقف إنسانية. وأما بالنسبة إلى الذين يستكثرون على المحترفين منحهم ورواتبهم فإنني أدعوهم إلى معاينة تضحياتهم ، علما بأن نظراءهم بالخارج يتقاضون أضعاف ذلك 200 أو 300 مرة