يجمع السينمائيون في تونس على أهمية بعث المكتبة السينمائية التونسية التي تعرف في الأوساط باسم «سينماتيك»، ويعتبرون هذه المؤسسة الجديدة، التي تنتصب وسط مدينة الثقافة، مكسبا للقطاع نظرا للدور والأهداف لمنتظرة من بعثها والمتمثلة في تجميع المنجز السينمائي التونسي وحفظه وصيانته في مرحلة أولى لتعيده للأضواء في مرحلة ثانية في إطار برنامجها الذي كشف عن جانب من تفاصيله السينمائي هشام بن عمار مدير هذه المؤسسة أثناء اللقاء الذي انتظم مع كل من رجاء بن سلامة المديرة العامة للمكتبة الوطنية وشيراز العتيري المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة صباح أول أمس بنزل «الماجيستيك» بالعاصمة باعتبار أن المكتبة السينمائية تعود بالنظر للمركز. وتم خلال هذه اللقاء إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين المكتبة السينمائية والمكتبة الوطنية وتم بموجبها الاعلان عن بعث خزينة سينمائية تونسية. وتنص هذه الاتفاقية على أن تتعهد دار الكتب الوطنية بوضع أحد مخازن الطابق الثامن بمقرها الكائن بنهج 9 أفريل بتونس وتخصيصه لحفظ الأرشيف السينمائي وذلك دون مقابل مادي في المقابل تتولى وبموجب هذا الاتفاق المعالجة البيبليوغرافية للرصيد المودع وذلك بإدماجه في منظومتها الإعلامية واستغلال هذا الرصيد بإتاحته للمستفيدين من خدماتها لغايات غير ربحية لكن مع احترام قوانين حقوق التأليف والحقوق المجاورة، على توفير جرد كلي للعناوين والحالة المادية للرصيد المودع. وعبر ممثلو المؤسسات المعنية بالاتفاقية عن تفاؤلهم بآفاق التعاون من خلال الفن السابع نظرا لما تمثله هذه البادرة من تعاط أفضل مع كل ما هو ثقافي وفني بما يساهم في خدمة المشهد الثقافي في تونس ويدفع نحو حفظ جانب من»الكنوز» الثقافية والحضارية لتونس بصفة خاصة. وتتيح هذه الاتفاقية للمركز الوطني للسينما والصورة تجهيز الفضاء المذكور بآلات مراقبة ورفوف خاصة، طبقا للمواصفات الدولية المعمول بها لحفظ هذا النوع من الأرصدة وفق ما تضمنه نص الاتفاقية. وفي سياق متصل أفاد محمد شلوف المستشار الفني ل»سينماتيك» أن فريق العمل قد انطلق في ضبط برنامج متنوع وهادف سينطلق في تنفيذه بداية من مارس القادم وذلك بعد الافتتاح الرسمي لمدينة الثقافة. وقال في نفس السياق:»لا أبالغ إذا قلت أن البرنامج الذي نحن بصدد العمل على ضبطه سيجعل السينما التونسية تعيش على وقع مهرجان متواصل على امتداد العام». وفسر ذلك من خلال برنامج العروض لأفلام قديمة تمت إعادة تهيئتها وترميمها ورقمنتها ليتم وضعها على ذمة جمهور اليوم في القاعة المخصصة والمجهزة للغرض في نفس المؤسسة. نواة مركز «رباعي» شهدت هذه المناسبة حضور أعداد كبيرة من السينمائيين العرب والأفارقة وغيرهم من صناع السينما من ضيوف مهرجان أيام قرطاج السينمائية. وتفاعلوا مع الحدث واعتبروا في ذلك منارة جديدة تضاف للسينما المغاربية خاصة والعربية والإقليمية عامة. وأعلن بالمناسبة خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما المصري عن وجود مبادرة عملية تهدف للنهوض بالسينما وتكون في سياق ثوابت أيام قرطاج السينمائية وتتمثل في بعث نواة لاتحاد مراكز السينما الموجودة بعدة بلدان عربية عبرت عن رغبتها في تطوير شراكتها مع هذا الهيكل في تونس ويتكون مشروع «الاتحاد» هذا من تونس ومصر والجزائر والمغرب باعتبار أن ممثلي هذه المراكز الأربعة كانوا حاضرين وعبروا عن رغبتهم في المضي في إطار اكمال هذا المشروع وإعلانه بعثه بصفة رسمية في منتصف 2018 وتمت الدعوة خلال المناسبة إلى توسيع دائرة الاتحاد بانضمام بلدان عربية أخرى في انتظار توسيعه في مرحلة لاحقة ليشمل السينما الإفريقية. عروض «من التاريخ» لم يكتف القائمون على»سينماتيك» بذلك خلال هذا اليوم الذي خصصه المركز الوطني للسينما والصورة في تونس للتعريف بهذه المؤسسة الجديدة التابعة له بل تمت برمجة جملة من العروض لأفلام تونسية وعربية وإفريقية قديمة كانت شاركت في الدورات الأولى لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في التسعينات والسبعينات وبعدها من القرن الماضي على غرار»العتبات الممنوعة» لرضا الباهي بالأبيض والأسود وتم ترميمه بمخابر بالبرتغال كما هو الشان بالنسبة لأفلام أخرى لادريسا ويدراوغو من بوركينا فاسو وغيرهم.